° المعنى المحوري خفّة جرْم الشيء لفراغٍ أو جفاف يتخلل أثناءه: كالثوب السفيه، والزمام السفيه، والرجل السافه. ومنه:"سَفِهْتُ الماءَ والشرابَ (كفرح) سَفْهًا - بالفتح: إذا أكثرتَ شربه فلم تَرْو (استمر شعوره بفراغ جوفه من الماء). وتسفّهت الريحُ الغصون: حرّكتها واستخفتها. وسَفِهْت نصيبي (فرح): نسيتُه (فقدتُه من ذاكرتي، وهذا فراغ) ورجل سفيه: خفيف العقل فارغه "(كأنما أُفرغ رأسه من العقل){سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ}[البقرة: ١٤٢]. فارغو العقل {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا}[البقرة: ٢٨٢]، {مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ}[البقرة: ١٣٠] أي سَفِهَت نفسُه، أي أُفْرِغت من اللب، أو فَقَد نفسه. (الفعل هنا من بابي فرح وكرم).
واستُعمل السفه في الجهل. والجهل خفة وفراغ أيضًا مع جفاء، أخذًا من الجفاف في المعنى الأصلي. ومن تطبيقات هذا المعنى استعمالهُ في الشتم:"سافهه: شاتمه "، والشتم عيب بشيء: حقًّا أو باطلًا. وفيه جفاء وخفة.
وليس في القرآن من التركيب إلا ما هو بمعنى خفة العقل أو ضعفه.
° معنى الفصل المعجمي (سف): نفاذ دقاق جافة من أثناء مع ظهورها. ويتمثل ذلك - في (سفف) في مرور الدقيق من المنخل والغبار في أثناء الهواء، وفي (سوف) في شم الجمل والدليل تراب وجه الأرض، ونفاذ المدماك ممتدًّا في أثناء البناء، وفي (أسف) يتمثل في نفاذ الندى والخصوبة من الأرض أي خلوها منهما، وكذلك نفاذ السِمَن من البدن والرقة من جلد الكف. وفي (سفر) يتمثل في زوال ما يعرو وجه الأرض كنسًا أو سفَرًا، وفي (سفع) يتمثل في لصوق السواد ونحوه بظاهر الحجارة