"الأوابد: جمع آبدَة، وهي البهيمة التي قد توحّشَتْ ونَفَرت من الإنْس. أَبَدت البهيمة (جلس وقعد): تَوَحَّشَت ". (أي كما لوْ نَدّ بعيرٌ من صاحبه وشَرَد إلى الصحراء، ولم يُقْدَر على إعادته؛ فعاش مع الوحوش أي الحيوانات غير الأليفة التي تعيش في البيداء).
° المعنى المحوري هو: البقاء الدائم أو الإقامة الدائمة بلا حدَّ مع عدم الأُلفة أي الأُنس: كما هو واضح في الاستعمال المذكور. ونقصد بالحدّ المنفي الحدّ المكاني؛ فالصحراء لا حدود لها. وقد ذكر الأصمعي معنى زمنيًا يضاف إلى الحدّ المكانيّ وليس بديلًا له. فقال:"لم يمت وحْشِيٌّ حتفَ أنفه قط إنما موته عن آفة "وقد قالوا من الأوابد "تَأَبّد المنزلُ: أقفر وأَلِفَتْه الوحوش ".
ومن صور البقاء الدائم زمانيًّا "الإِبِد - بكسرتين: الجوارح (أي الكواسب) من المال: الأَمَة والفَرَس والأَتان، يُنْتَجْن (= يلدْن) كلَّ عام (توالد متصل، وكل جيل يلد جيلًا بعده، وهكذا).
ومن انتفاء الحد الزمني: "الأَبَد - محركة: الدهر أو آخر الدهر (فهو ظرف زمني للدوام بلا حدود){خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}[النساء: ٥٧] أي إقامة دائمة لازمة بلا مفارقة، {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا}[النور: ٢١] أي في أي وقت وبأي حال. وكل ما في القرآن الكريم من هذا التركيب هو هذا الظرف (أبدا) بمعناه هذا.
وهنا صورة اقتُصِر فيها على جزء المعنى وهو التوحش:(عدم الألفة): "أَبِدَ