أليس الصديد وهو ماء الجرح أو الدمل في أثناء لحم البدن كالزؤان وهو شيء غليظ الوقع مكروه في أثناء الطعام، وكالظلام وهو غشاء كثيف في الأفق، وكالمتكاثف من اللبن والماء في الضرع والعين - حتى ينصبا منهما؟
وثَمّ ملحظ آخر هو أن قماش الطعام، وصديد الجرح، والدمع من العمش، واللبن المنصب من الضرع، كلها يصحبها فساد يتمثل فيها أو أدّى هو إليها. كذلك الظلام، هو من وجهة ما كثافة وإعتام لا يوازن ضوء النهار.
وأخيرًا فإن اللفظة ليست خارجة بوزنها عن أوزان العربية. فأني يؤفك أصحاب دعاوى التعريب هذه؟!
"الغسول - كتنُّور: الأُشْنان وما أشبهه من الحَمْض (نبات يستعمل كالصابون). والغُسْل -بالضم: الماء القليل الذي يغتسل به. غَسَل الشيء (ضرب) وهو إسالة الماء على الشيء لإزالة درنه (الخولي في معجم ألفاظ القرآن) وفي [ل]: الغُسْل تمام غَسْل الجسد كله ".
° المعنى المحوري إزالة ما علق بالشيء من دَرَن بمائع يقلعه: كما يفعل الغَسُول، وكالغَسْل:{فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}[المائدة: ٦]، {وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا}[النساء: ٤٣]، {هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}[ص: ٤٢] هو الموضع الذي يغتسل فيه. ويمكن أن يكون الذي يغتسل به.
{وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ}[الحاقة: ٣٦]: ما انغسل من لحوم أهل النار ودمائهم. . وما يسيل من جلودهم، حيث الغِسْلين ما يُغْسَل من الثوب ونحوه كالغُسالة.