للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل شيء. وسويق حُثٌّ ليس بدقيق الطحن، وكُحْل حُثٌّ كذلك، وتمر حُثٌّ: لا يلزق بعضه ببعض ".

° المعنى المحوري تسيب الشيء قطعًا جافة خشنة -أو نفاذه ونشوءه كذلك (١): كما هو واضح في الحُثّ بمعانيه، ومنه "حَثّه: أعجله في اتصال (كأنما جعله أو دفعه ليتسيب أي يسرع، فالبطيء كالمقيد، وقد يُؤَوَّل الحث بالمخاشنة). وحثْحَثه كحَثه وحَثَّثه: حَضَّه. والحثحثة: الحَرَكة المتداركة (تسيب متوال) وقَرَب حثحثات: شديد ليس فيه فتور. {ولَّىَ حَثِيثًا}: مسرعًا حريصًا. ورجل حثيث ومحثوث: جادٌّ سريع {يَطْلُبُهُ حَثِيثًا}. ومن الحركة الخشنة: "حثحثت المِيلَ في العَيْن: حَرّكه " (حساسية العين تجعل كل حركة فيها خشنة) [المِيل: قضيب من الزجاج دقيق ناعم].

ثم قالوا: "ما ذقت حَثاثًا أي نومًا "وأرى أن المقصود به النومُ القليل بدليل قوله "نَومٌ حِثاث -ككتاب أي قليل "فمثل هذا النوم متقطع عن قلق أو انزعاج أو تعب.

(حوث- حيث):

{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: ١٤٩].


(١) (صوتيًّا): الحاء للاحتكاك على جفاف وعِرَض، والثاء للتعبير عن قِطَع دِقاق كثيفة، والفصل منهما يعبر عن تسيّب الشيء قطعًا خشنة كما في الحُثّ: الرمل الغليظ اليابس الخَشِن. وفي (حوث - حيث) تعبر الواو عن اشتمال والياء عن اتصال فعبرت (حوث) عن اشتمال ما يشبه الرمل من تراب ونحوه - تركمًا كالحوثاء الكبد فهي دم متجمد، أو تغطية لشيء. وعبرت (حيث) عن المكان الذي يصدر منه الشيء (أو يستمد).

<<  <  ج: ص:  >  >>