للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتجبَّر فلم يُطِع ولم يَخْضَع لما أمر به الله؛ أخذًا من الصلابة في الأصل. أما الجور فحقيقته الاقتطاعُ مِنْ حَقِّ صاحبِ الحق، وهذا لا يتأتى هنا إلا باللازم. وتأمل مقابلة القاسطين بالمسلمين في {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ} [الجن: ١٤ وكذلك ما في ١٥ منها] أي الذين لم يسلموا ولم ينقادوا أي عصوا واستغلظوا. وحتى الشاهد الذي أورده قر ١٩/ ١٧.

قوم همو قتلوا ابنَ هند عَنوة ... عَمْرًا وهم قَسَطوا على النعمان

استشهادًا ل (قسط) بمعنى (جار): الواضح فيه هنا معى العصيان والتمرد على الملك النعمان. [وانظر قر ١٩/ ١٧ وابن قتيبة ٤٩ والسجستاني ٤٨٩ والزمخشري وغيرهم].

(قسطس):

{وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} [الإسراء: ٣٥].

[فُسَّرَ القِسْطاس في [ل] بأنه ميزان العدل أيّ ميزان كان من موازين الدراهم وغيرها .. وفي [قر ١٠/ ٢٥٧] كذلك أنه الميزان صغيرًا كان أو كبيرًا. وفي الغريب لابن قتيبة هو الميزان. وحكى فيهما القول بتعريبه عن الرومية منسوبًا في القرطبي لابن عزيز ومجاهد - لكن هذا فسره بالعدل. وأوردها السيوطي (في المتوكلي) في المعربات عن الرومية. كما أوردها الجواليقي [في المعرب تحـ ف عبد الرحيم ص ٤٨٨]. وقد رده هنريكوس لامانس [في كتابه فوائد اللغة رقم ١٣٨٥] إلى كلمة كنستانس (Constans) بمعنى القويم بتقدير كلمة لبرا (Libra) أي الميزان. والكلمتان بمعنى الميزان القويم. وقد سبق أن تبين كيف أن (القِسْط) يعبر عن المكيال وعن الميزان وعن العَدْل. والصيغة فيها زيادة السين وهي تعبر

<<  <  ج: ص:  >  >>