للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالهلال في الأفق، والسيف من الجراب مع رفعه على الناس. وبالهلال سُمّي الشهر (جزء السنة) لأنه به يبدأ. وقد لاحظ ابن فارس اتفاق العرب والعجم على تسمية الشهر باسم الهلال في لغتهم. وهو ملحظ جيد إن صح ما فيه من تعميم. {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} [التوبة: ٣٦] ويشتق منه (أَشهَر) و (شَاهَر). والذي في القرآن من هذا التركيب هو الشهر: المدة الزمنية المعروفة ومثناه وجمعه.

ومن أقصى الظهور المذكور: "شَهَر الأمر (فتح): أظهره وأعلنه. وشهّر به - ض: أذاع عنه السوء "بأن أعلن عن قبيح نسب إليه (بالحق أو بالباطل).

(شهق):

{إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا [الملك: ٧]

"جبل شاهق: طويل عالٍ. وشَهَق البناءُ والجبلُ ونحوها (فتح): عظُم ارتفاعه [الوسيط]. والشهيق: ردّ النفس: شَهِق (كفرح): جَذَب الهواءَ إلى صدره ".

° المعنى المحوري نفاذ الشيء مجتمعًا بحدّة إلى عمق خال: كهواء. الشهيق يدخل مجتمعًا إلى عمق الجوف، والجبل الشاهق يطعن بارتفاعه في جوف الأفق. ويُطلق الشهيق على الصوت المصاحب لجذب النفس كما قالوا في "شهيق الحمار آخر صوته أو نهيقه. وشهيق المكروب: أنينه الشديد المرتفع جدًا. . . " {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود: ١٠٦]. والشَهْقة: كالصيحة، شَهِقَ شَهْقةً فمات ".

° معنى الفصل المعجمي (شه): هو وجود فراغ ما -كالذي في نفْس ذي الشهوة من فقد ما يشتهيه -في (شهو شهى)، وخفة لهب الشهاب وكذا البياض -فالسواد كثافة -في (شهب)، والفراغ الدي يشغله العسل في قرصه، وكذلك وجود شاهد في حيز الواقعة -في (شهد)، وظهور الهلال في الأفق الخالى وكذلك الإعلان عن مجهول -في (شهر)، واختراق رأس الجبل الأقق، وسحب الهواء إلى المصدر الخالي بقوة -في (شهق).

<<  <  ج: ص:  >  >>