للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(قول):

{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: ١٢٩]

"القَوْل: الكلام على الترتيب [وفي بحر ١/ ١٨٠] القول هو اللفظ الموضوع لمعنى). القال: القُلَةُ/ الخشبة التي تضرب بها القلة ".

° المعنى المحوري حمل اللطيف المتسيّب أي غير المحدّد وضبطه والتحكم في صورة إخراجه - كما يحمل القول بأصواته المعاني التي في النفس ويضبطها، بعد أن كانت هلامية في النفْس غير محددة، ويخرجها بالصورة التي يريدها القائل. وكالخشبة التي تضرب القُلَة فهي تَرْفع بطرفها عودَ القُلَة إلى مستوى معين ثم تعاجله وهو في الهواء بضربة توجهه (تتحكم فيه) إلى غاية. فمن القول: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١]. (والأمر (قُلْ) في القرآن ٣٣٢ مرة لإسناد كل ما في القرآن إلى الله عز وجل دعما للرسول - صلى الله عليه وسلم - وحسما لطمع الكفار في الهوادة). وسائر ما في القرآن من التركيب هو من القول بهذا المعنى. ومن جنس ضبط (حصر) ما في النفس من فكر والتحكم فيه استعمل القول في الظن المطلوب التعبير عنه، كما في مثل "متى تقولني خارجًا؟ كيف تقولك صانعًا؟ "البِرَّ تقولون بهن "؟ كما استُعْمِل في الآراء والاعتقادات (فلان يقول بخَلْق القرآن) مثلًا.

ولأن القول الصوتي دلالة على معنى في النفس استُعمل لفظه في إشارة غير الصوت إلى معنى وإن كان متخيّلا (قالت له الطير تقدم راشدًا) (المقصود أنه زجر الطير، فَسَنَحتْ، فتفاءل بذلك أَنّ قَصْده يتحقق فأقدم، فكأنها قالت له تقدم) , (وقالت له العينان سمعًا وطاعة)، (امتلأَ الحوضُ وقال قَطني). (أي لسان حاله). "والعرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال (أي تعبّر به عنها)

<<  <  ج: ص:  >  >>