للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لبس):

{وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ} [الكهف: ٣١]

"اللِباس -ككتاب: ما يُلبَس، وكذلك المَلْبَس كمَقْعَد واللِبْس- بالكسر، واللِبُوس. ولِبَاس النَوْر: أَكِمَّتُه، ولِبَاس كلِّ شيء غِشاؤه- لَبِسْت الثوبَ " (شَرِبَ).

° المعنى المحوري تغطيةٌ بمُدَاخلةٍ (أي نفاذ الفروع في ما يحيط بها) وملازمة. كالملابس تغطِّى البدنَ والأذرعَ والأرجلَ، وكالأَكِمَّة للنَور {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [الحج: ٢٣] , {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ} [الأنبياء: ٨٠]. المراد به هنا: الدروع. ومن اللباس الماديّ ما في [الأعراف: ٢٦، ٢٧، النحل: ١٤، الكهف: ٣١، فاطر: ٢ ١، ٣٣، الدخان: ٥٣] {جَعَلَ لَكُمُ اللَّيلَ لِبَاسًا} [الفرقان: ٤٧] , هذا مجاز لأن ظلام الليل يغطى كاللباس.

ومن لَحْظ المداخلة جاء معنى المخالطة: حسيًّا -كما في {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: ١٨٧] أو معنويًّا "لَبَسْتُ عليه الأمرَ (ضَرَبَ): خَلَطْته (أدخلتُ بعضَه في بعض فخَفِى وجهُه عليه)، والتبَسَ عليه الأمرُ: اختَلطَ واشتبه " {وَلَلَبَسْنَا عَلَيهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} [الأنعام: ٩] كان رؤساء الكفار يَلبِسون على ضَعَفَتهم في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا هلَّا أنزل إلينا مَلَكٌ. قال تعالى: {وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا} [الأنعام: ٨] فرأوه رجلًا -أي الملك- لوقعوا في لَبْس كالذي يُوقعونه بالضَعَفة [ينظر ل].

<<  <  ج: ص:  >  >>