للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(نكح):

{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور: ٣٣]

"نَكَح المطرُ الأرض: اعتَمَدَ عليها غَلَب عليها. ونَكَح النعاس عينَه: غلبها غلب عليها ".

° المعنى المحوري الغَلَب على ظاهر الشيء -مع التغلغل في باطنه: كما يغلب المطر على الأرض دوامًا وغُزْرًا فيعمُّها ويتغلغل فيها ماؤه، وكما تغطى الأجفان العين من تغلغل النعاس فيها. ومنه: "النكاح: التزوج " (أخذُ الرجل المرأة للمخالطة التَّامة)؛ لأنَّه مخالطة يعرفها النَّاس ويشهدون بها؛ أي ليس اتصالًا خفيًّا. وهو بذلك حقيقة في العَقْد لحِلّ المخالطة بعد الإعلان، ومجاز في الوطء؛ لأنَّه سببه. ولا ينبغي أن يظل هذا موضع خلاف، فإن شيوع اللفظ في القرآن، وعلى ألسنة العرب رجالًا ونساء بلا استحياء [الشواهد في ل]، واستعماله في إجابة المخاطب قبولًا لخطبته، ومقابلته في القرآن بالطلاق- وفي كلامهم: "لست بنُكحة طُلَقة "، وإثباته بقيد نَفي المسيّس {إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} [الأحزاب: ٤٩]، ومقابلته بالزنا:

................... إن سِرَّها ... عليك حرام فانكحَنْ أو تأبَّدا

وإسناد الفعل إلى المرأة كما يسند إلى الرجل، واستعماله في نوع الإنسان خاصة -كما قال ابن سيده [ل ٤٦٦/ ١] والإنسان هو الذي يُستَحْيا من إظهار بِضاعه، وعدم مجيء اللفظ في القرآن: إلَّا بمعنى التزويج [ل ٤٦٥] "تسعة أمور تقطع بأنه حقيقة في التزويج ". وكل ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى الزواج.

<<  <  ج: ص:  >  >>