"الوَفْى -بالفتح، والوَفَى -بالقصر: الشَرَف من الأرض. والمِيفَاء: بيت يُطْبخ فيه الآجُرّ، وإرَةٌ (: موضع للنار) تُوَسَّع للخبز، وطَبَقُ التَنُّور [ق]. وقد وَفَى الشَعَرُ وكذا ربش الجناح: زَاد. وفي الحديث "كلما قُرِضَتْ (شفاههم) وَفَتْ "أي نَمَتْ وَطَالَت. ووَفَى الكيلُ: تَمَّ/ لم يَنْقص ".
° المعنى المحوري نمو أو زيادة يبلغ بها الشيء -أو يتأكد- تمام قوامه: كنتوء الشرف من الأرض (زيادة امتلاء)، وطبخُ الآجُرّ إنضاج يجعله صُلبا لا يذوب؛ فيكون البناء به قويا متينا وطبخ الخبز يصلحه للأكل ويبقيه أمدا. والميفاء آلته. ونمو الريش والشعر والشفاه زيادة للتمام، ووفاء الكيل امتلاء للتمام {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ}[الإسراء: ٣٥]، {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}[المطففين: ٢]. والتمام المادي إلى حدّ الزيادة واضح في الاستعمالين، وهو متحقق بالصور المناسبة في غيرهما:
(أ) كل (وفّى) ومضارعها للفاعل والمفعول، والصفة (مُوَفّوهم)، (الأوفى). {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}[النجم: ٣٧] لم يذكر متعلق التوفية ليتناول كل ما يصلح أن يكون متعلقًا كتبليغ الرسالة والصبر على ذبح ولده. . [ينظر بحر ٨/ ١٦٤] أي أن الوفاء هنا هو أداء ما يقتضيه حاله مع اللَّه تمامًا. {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا}[هود: ١٥]، أي أن اللَّه يجازيه على حسن أعماله/ يطعمه في الدنيا بحسناته [بحر ٥/ ٢١٠]. {فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ}[النور: ٣٩] أي حساب عمله أي جازاه عليه [نفسه ٦/ ٤٢٣].