للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال (عَلِمَ اللهُ) بمعنى القَسَم أيضًا {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا} [الأنعام: ١٠٩]، {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: ٢١]، أُخْرِجَ قَسَمُ إبليس وحده على زنة المفاعلة وهي تكون من طرفين لأنه اجتهد فيه اجتهاد المقاسم [الكشاف ٢/ ٩١] {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ} [النمل: ٤٩] تحالفوا على ذلك [نفسه]، {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (٩٠) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر: ٩٠, ٩١]: فُسِّرت بالحالفين وهم قوم صالح {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} [النمل: ٤٩]، وبالذين اقتسموا طُرُق مكة يحذرون الناس من اتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باتهامه بالجنون والسحر الخ. وعلى هذين فالموصول المذكور في صدر الآية التالية مبتدأ. وفُسِّرَت بكفار مكة الذين قسموا القرآن بين شعر وكهانة إلخ، والموصول صفة، وبأهل الكتاب الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعضه وقالوا هذا حق موافق للتوراة والإنجيل، وهذا باطل مخالف لهما .. ونحو ذلك ". [قر ١٠/ ٥٨، بحر ٥/ ٤٥٣] والكل سائغ لغويًّا.

° معنى الفصل المعجمي (قس): تتبع أو تتابع وامتداد بصلابة أو حدّة كما في القَسْقاس العصا، والقَسّ الصقيع - في (قسس)، وكما في صلابة الحجر القاسي الصُلْب - في (قسو)، وكما في القيسري من الإبل: الضخم الشديد القَوِيّ، وكما في القَسْر الإكراه وهو يئول إلى استتباع المكرِه المكرَه على ما يريد - في (قسر)، وكما في القَسَط وهو يبس (جمود) يكون في المفصل فتمتد الرجل قائمة صلبة - في (قسط)، وكما في القِسْم النصيب من الشيء من حيث إن أصله قَدْر محدَّد يتبع صاحبه أي ينتمي إليه - في (قسم).

<<  <  ج: ص:  >  >>