رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الزخرف: ٣٢] فهم عاجزون عن تدبير أمر ما يصلحهم في دنياهم والله هو الذي يدبر ذلك، وفاوت بينهم ليصرّف بعضهم بعضًا في حوائجهم ليتعايشوا، ولو وُكِلوا إلى أنفسهم لضاعوا. فكيف يطمعون أن يدبروا هم أمر النبوة وتخير من يصلح لها [ينظر الكشاف ٤/ ٢٤١ - ٢٤٢]{فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا}[الذاريات: ٤] قيل في المراد: الملائكة تأتي بأمر مختلف بالغلظة وبالرحمة وبالموت .. بالخِصْب والجَدْب والمطر والموت والحوادث. [قر ١٧/ ٣٠] وفي [ل]: "الملائكة تُقَسِّم ما وُكّلَت به ". {لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ}[الحجر: ٤٤] لكل باب من أبواب جهنم جزء محدّد من مستحقيها يعذَّبُ أهلُ كلٍّ منها على قدْر أعمالهم. [ينظر قر ١٠/ ٣٠ - ٣٢, بحر ٥/ ٤٤٢ ففيهما تفاصيل] و "الاستقسام بالأزلام "من هذا إذ هو طلب معرفة الحظ والقسمة (في مشروعٍ أو نيةٍ ما) بإجالة القِدَاح في الكنانة وإخراج أحدها، فإذا خرج الآمِر مَضى المستقسِم في مشروعه، وإذا خرج الناهي انتهى، وإذا خرج الغُفْل عاد فأجال {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ}[المائدة: ٣].
ومنه "القَسَام - كسحاب وسحابة: الحُسْن والجمال. هو قَسِيمُ الوجه ومُقَسَّمُه - كمُعَظَّم: جميلُه ". وهذا كما قالوا: الجمال حُسْن تناسق الأجزاء فلا يكون أحدها أملأ أو أخس مما يستحق، وبينها تناسق وهذا جمال وقسامة معًا. وخرّجها الجوهري على أن "القِسْم: النصيب (من الخير) "ويجرى - على الإطلاق من القيد - بتقديره كما يقال محظوظ أي ذو حظ عظيم ومجدود كذلك.
ومنه "أقسم بالله: حلف "كأنه جعله من قِسْمه ومن نصيبه أي معه أي أشهده على ما يقول - كما في {وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ}[البقرة: ٢٠٤]. وكما