وأخيرًا فإن قولهم:"أسفَّ النظر: حدّده. وسَفيف أُذُنَى الذئب: حدتهما "(أي حدة سمعهما)، هما من النفاذ بدقة في الأثناء، أي نفاذ النظر، ونفاذ الصوت. وهما دقيقان. أي لطيفان غير مجسَّمَين.
(الخور: الكثيرات الرِيَب من النساء. والفنيقُ الفحل، يتشمم الأبكار ليطرقها). وأسافَ الخارزُ: أَثْأَى .. بأن تغلُظ الإشفى ويدِقّ السَيْر، فيتخرم، حتى تصير خُرزتان في موضع واحد ".
° المعنى المحوري سَحْبُ غليظٍ أو حادٍّ إلى الأثناء أو مدُّه فيها بقوة: كساف البناء، يؤتَي بلَبِناته وتُدْخَل فيه سطورًا ممتدة فتُعْليه، وكسَحْب الريح ذات الرائحة الحادة إلى الأنف (لا بد أنها تكون حادة، لأن الجمل والدليل يعرفان موقعهما في الصحراء بشم تراب بقعة الأرض التي هُما فيها)، وكما تنفذ الإشفى في الجلد بغلظ فتشقه. ومنه:"السواف - كسحاب وغراب: الموت في الناس والمال "(وباء حادّ يخالط فيجتاح).
أما "المسافة: بُعْد المفازة والطريق "، فأصل هذا اللفظ أن يعبّر عن مكان السَوْف أي الشم، حيث كان الدليل يشَمّ تراب الفلاة إذا بَعُد جدًّا؛ ليعلم: أعلى قَصْد هو أم جَور "ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى سموا البُعد مسافة ".