للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(هيم):

{فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} [الواقعة: ٥٥]

"الهَيَامُ - كسحاب: الترابُ أو الرملُ الذي لا يتمالكُ أن يَسيل من اليد رَمْل دُقاق يابس. مَفازة هَيماء: لا ماءَ بها، ورجل مَهْيوم وأَهْيم: شديد العطش. والهُيام - كغراب: شدة العطش، وداء يصيب الإبل (بنحو الجنون). فتهيم في الأرض لا ترعى ".

° المعنى المحوري جفاف أثناء الشيء وخلوها التامّ من البلل ومادة التماسك. كجفاف أثناء الرمل الموصوف، والمفازة، وجوف المهيوم.

ومن فقد مادة التماسك "ليل أهيم: لا نجوم فيه "فالنجوم معالم تهدي إلى الاتجاه وهذا حفظ (= إمساك) من الضياع والضلال والحيرة.

ومن هذا أيضًا "الهائم: المتحير "لأنه ضال ضائع غير ممتسَك إلى سبيل {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} [الشعراء: ٢٢٥] فسّرت بأودية الكلام. وقال بعضهم هو وادي الصحراء يخلو فيه العاشق والشاعر (فعلى الأول هَيَمانهم شطحهم ومبالغاتهم الفِجّة وادعاءاتهم للناس وعليهم مدحًا وقدحًا بما لا واقع له. وقول بعضهم هو وادي الصحراء الخ مردود. فالاختلاء بالنفس في الوادي ليس قصرًا على الشعراء كما في عبارته، وليس إثمًا. والهيم في آية التركيب هي "الإبل العطشى التي بها داء الهُيام لا تَرْوَى، أو الرمل الذي لا يروى "والقول الأخير ضحل جدًّا، لأن الرمل لا يشعر بالعطش والشعور هنا مقصود.

ومنه "الهامة: ما بين حرفي الرأس (جمجمة صلبة مع عدم صلابة جوفها فكأنها خالية). ومن هامة الرأس قيل "هامة القوم سيدهم) على التشبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>