للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكروه فعله "- وقد يأتي معنى الاشتمال من التعدية بالباء، لأنه إذا اشتمل عليه إحاطةً فقد جَمَعه ولَصِق به، وهذا معنى الباء. فالتفسير بالإحاطة اجتلافًا وإهلاكًا وارد. {فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [الأنعام: ١٠] وكل (حاقَ) في القرآن فهو من هذا.

(حقب):

{لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} [الكهف: ٦٠]

"الحَقَب -محركة: حَبْلٌ يُشَدُّ به الرَحْل في بَطْن البعيرِ مما يلِي ثِيلَه. والحِقاب ككتاب: شَيئٌ تُعَلِّق به المرأة الَحلْي وتشدّه في وسطها، وخيط يشد في حَقْو الصَبِيّ تُدْفَع به العَيْن. والحاقب: الذى احتاج التبرز فحَصَر غائطَه ولم يتبرز، وقد حَقِب البعير (تَعِبَ): احتَبس بوله. والحقيبةُ: الرِفَادةُ في مؤخَّر القَتَب، وكلّ شيء شُدَّ في مُؤَخَّر رَحْل أو قَتَب، والوعاءُ الذى يَجْعل الرجلُ فيه زاده. وأحقب فلانًا: أرْدَفَه خلفه على حقيبة رَحْلِه، وزادَه: جعله خلفَه حقيبةً ".

° المعنى المحوري شدّ الشيء -أي جمعه وربطه- في أول مُؤَخّر مائ يحمله من جهة الوسط: كما يَشُدّ الحَقَبُ الرحْلَ إلى وسط البعير لئلا يجتذبه التصدير إلى الأمام. وهكذا حبس البراز والبول في الباطن. والحقيبة مشدودة في المؤخر، أو تشدّ الراكب أي تمكّنه. ومنه: "الحِقاب -ككتاب: البياض الظاهر في أصل الظفر "لكونه في جِذْعه بينه وبين اللحم. ومنه على التشبيه بحِقَاب الصبِيّ والمرأة "الأَحْقَبُ: الحمار الوَحْشي الذي فى بَطْنه بَياض. ويسمَّى الثعلبُ مُحْقَبًا -كمُكرَم لبياض بطنه ".

ومن الشدّ المعنوي قيل: "احْتقَب فلانٌ الإثمَ واستَحْقَبه: احْتَمَله "كأنه جمعه

<<  <  ج: ص:  >  >>