للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: أكلنا "فهي كناية، وإن كانت بعيدة غير مشهورة بين الكنايات. وقد قال أبو عبيدة عن تفسير المتَّكأ بالأُتْرُجّ إنه أَبطْلُ باطلٍ على الأرض. [مجاز القرآن ١/ ٣٠٩] وأيده الطبريُّ في هذا، فانظره. فالمتكأ هو المجلس الوثير فيه ما يتكئون عليه. وتوزيع السكاكين عليهن يدل على أنها قدمت لهن فاكهة تشقق، أو طعامًا. ولكن هذا غير معنى المتَّكأ.

(أيك):

{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: ١٧٦]

"الأيكة: الشجر الكثيف الملتف، وقيل هي الغيضة تنبت السِدْر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر، وخص بعضهم به مَنْبت الأثل ومجتمعه " (الغَيْضة مَغيضُ ماء يجتمع فينبت فيه الشجر).

° المعنى المحوري التفاف الشجر بعضه على بعض مع نعومة وخفة. كالأيكة الموصوفة. ويلحظ أن شجر الأثل له هُدْب لا ورق كالورق المعتاد للشجر فهو خفيف خفة تناظر نعومة السدر والأراك المذكورين. وكلمة الأيكة جاءت في [الحجر: ٧٨، ق: ١٤] هكذا بالألف واللام، وفي [الشعراء: ١٣٦، ص: ١٣] دونهما هكذا (ليكة). وقد قرأ الحِرْميان وابن عامر موضعي الشعراء، ص - بفتح اللام وسكون الياء مع منع الكلمة من الصرف، وقرأ باقي السبعة المواضع الأربعة (الأيكة مجرورة). وبما أن أصحاب الأيكة هم قوم شعيب كما صرحت بذلك [الشعراء: ١٧٧]، وكلمة الأيكة يصير نطقها عند نقل حركة الهمزة (ليكة). فتكون كلمة (الأيكة) رسمت في الشعراء وص حسب النطق بنقل حركة الهمزة

<<  <  ج: ص:  >  >>