وفي قوله تعالى:{وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ}[الواقعة: ٤٦] قال في [قر ١٧/ ٢١٣] أي يقيمون على الشرك العظيم الذي لا يتوبون منه اه. والذنوب أثقال وأوزار {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ}[العنكبوت: ١٣]. وذلك كما سموها آثامًا [ينظر أثم]. والشرك أثقل الأثقال:
وقولهم:"تحنث بمعنى تعبد واعتزل الأصنام "قال ابن سيده "هذا عندي على السلب كأنه ينفي بذلك الحنث الذي هو الإثم عن نفسه. كقوله تعالى:{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}[الإسراء: ٧٩]، أي ألق الهجود عن عينك. ونظيره تأثم وتحوب "اه. وأنا لا أسلم بمجيء الصيغة لنفي ما وُضعت له، فهذا خلاف الأصل. وهذه الصيغ تأتي للتكلف وللعمل المتكرر في مهلة ففيها معنى الاجتهاد، وصورته هنا مقاومة الِحنْث أي مقاومة الوقوع فيه بالتعبد ونحوه. وذلك كما قالوا مَرّضه. فالتمريض ليس سلب المرض وإنما مقاومته والتعامل معه.
هذا وقد فسر بعض اللغويين الخث بأنه الميل من باطل إلى حق وعكسه أي الميل من حق إلى باطل، وأنه يقال حنثتَ مع هواك على الحق أو مع الحق على هواك "وأقول إن تفسر الحنث بالميل متأت لأن الميل يكون من الثقل كالهُوِىّ، كذلك تفسيره بالميل مع الهَوَى ضد الحق متأت بل هو من جنس المعنى المحوري. أما كون الحنث ميلًا مع الحق فلا يتأتى إلا بشاهد صريح أصيل. فإذا ثبت كان من تعميم الميل.
• (حنج):
"الحَنْجُ: إمالة الشيء عن وجهه. حَنَج الحَبْل حَنْجا: شدّ فَتْله: المُحنِجُ: الذي