للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(نبو):

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: ٤٥]

"النَبْوة -بالفتح: الشَرَفُ المرتفعُ من الأرض. والنبَاوة والنَبِيُّ: كذلك. ويقال نبَوْتُ من أَكْلةٍ أكلتُها: سَمِنْت. وأَكَل أَكْلة إن أَصْبَحَ منها لنَابِيا. والنابية: القَوْس التي نبَتْ عن وترها أي تجافَتْ. نبَا السَرْجُ والرَحْل: لم يستمكن من الظهر ... ".

° المعنى المحوري انتبار الشيء -أي ارتفاع جسمه- لتجمع (غليظ) في باطنه أو تَوَتُّرٍ لا يدعُه ينخفض: كارتفاع الأرض وكالسِمَن وتجافِي الوَتَر عن جوف القوس، وكنتوء السرج وتجافيه عن الظهر، لتوتر فيه وعدم ليونة فلا يطمئن على الظهر -أي لا يستقر منخفضًا عليه. ومن هذا الأصل قيل في تجافي جَنْب النائم عن الفراش الذي يَنْبغي أن يستقر عليه: "نَبا جَنْبُهُ عن الفِراش: تجافَى عنه. نبَتْ به الأرضُ: لم يَجد بها قَرارًا. ونبا السهمُ عن الهَدف، والسيفُ عن الضريبة، وبَصَرُه عنه: تَجافَى ولم ينظر إليه. والصدقُ يُنْبِي عنك لا الوعيدُ أي الاستقامة والصلابة هي التي تدفع عنك لا التهديد ".

ولفظة "النَبِيّ "قيل أُخِذَتْ من العُلُوّ؛ لشرفه، وهذا كما قال تعالى: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [مريم: ٢٤] فالنبي أرفع خلق الله. وقد جاء من استعمالات العرب لفظ "النَبِيّ ": العَلَم من أعْلام الأرض (مرتفع) "التي يُهتَدَى بها "- ومراعاة هذا القيد تجمع إلى النبي الشرف مع الهداية. لكني أرجح أن كلمة "نَبِيّ "بمعنى أحد أنبياء الله تعالى أصلها نَبِيء بالهمز بمعنى مُنْبَأ من الله أو مُنْبِئ عن الله. وقد سبق سيبويه بمؤدَّى ما رَجّحْتُ فقال إنهم تركوا الهمز في النبيّ

<<  <  ج: ص:  >  >>