ثم قالوا كذلك "يوم أحص: شديد البرد لا سحاب فيه "(السحاب طبقة تُغَطي كالشعر) جاءت السنة (= القحط) فحَصّت كل شيء: أذهبته " (قَشرَته كسَخف الشَعر).
أما قولهم "الحِصحص -بالكسر: الحجارة، والحجر، والتراب "فالتراب كأنه محصوص عن وجه الأرض كالشعَر، وكذلك الحجارة أصالة أو تشبيها.
ومن الظهور القوي بعد ذهاب ما كان يغطي {الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ}[يوسف: ٥١]، قال ابن عطية "تبين بعد خفائه- ونسب للخليل وغيره اه أي تبين قويًّا لا مغمز فيه. ومن هذا أيضًا "رجل حُصحُوص -بالضم: يتتبع دقائق الأمور فيعملها "(العامة تقول مصحصح). ومن الظهور أيضًا ما قالوا إن "الحُص -بالضم هو الورس "(نبات له دقيق يصبُغُ بالصُفْرة) وفُسّر الحصّ أيضًا بالدُر: قال الزمخشري: لملاسته [التاج] ونضيف: مع صلابته ولمعانه.
أما "الحِصّة -بالكسر: النَصيب من الطعام والشراب والأرض وغير ذلك "فهو من جنس معنى القطع مع التجسم والصلابة التي في المعنى المحوري.
وقولهم "الحَصّ -بالفتح وكصداع: شدة العدو في سرعة. وقَرَبٌ (= سيرٌ إلى الماء) حَصْحاصٌ -بالفتح: سريع ليس فيه فتور "هو من الشدة والصلابة في المعنى المحوري. وأصرح منه في هذا "حتى حصحص فيها "[ينظر ل].