ومن صور الامتداد بقوة (= الاندفاع) "الذريعة: حَلْقَةٌ يُتَعَلَّم عليها الرمي (تُرْمَى إليها السهام). ذَرَعَهُ القَىْء: كلبه وسبق إلى فيه. والذَرع -ككتف: الطويلُ اللسان بالشر، وأذرَع في الكلام وتذَرَّع: أكْثَرَ وأفْرَط، وذَرَّع بالقتل -ض: أَقَرّ به. (اندفع الإقرار منه) والذَرَع -بالتحريك: الطَمَع (وهو امتداد النفس تطلعًا كما قال تعالى: {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ}[الحجر: ٨٨].
ومن الامتداد بقوة إلى الشيء للتوصل إليه "الذريعة: جَمَل يُخْتَل به الصيدُ (يمشي الصَيَّاد إلى جنبه فيستتر به ويرمي الصيدَ إذا أمكنه، وذلك الجمَل يُسَيَّبُ أولًا مع الوحش حتى تألفه) ومن هذا أخذت "الذريعة: الوسيلة السبب إلى الشيء " (توصِّل إليه).
ومن هذا الامتداد بمعنى الاتصال "المَذارع: ما دانَى المِصرَ من القُرَى الصغار (الضواحي- امتدادات المدن) ومَذارع الوادي: أَضْواجُه (معاطفه) ونواحيه ".
ومن ذلك الامتداد استعمل التركيب في المخالطة إذ هي اتصال بالشيء كما في "رجل ذَرع -كفرح: حسن العشرة والمخالطة. وذارعته: خالطته ".
° معنى الفصل المعجمي (ذر): النفاذ بامتداد او استرسال مع دقة -كما يتمثل ذلك في رّ الملح المسحوق على الطعام وذرّ الدقيق على ماء القِدْر -في (ذرر)، وفي نتوء ذروة الرأس والسنام وحبوب الذرة على كوزها -في (ذرو- ذرى)، وفي نثر البذر في الأرض -في (ذرأ)، وفي تفرق قطع اللحم الدقيقة نسيبًا -في (وذر)، وفي امتداد الذراع من الساعد والقائمة من البدن مع الدقة النسبية -في (ذرع).