اهـ. وتأمل:{يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}[طه: ٦٦]، فهو تخييل {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ}[الأعراف: ١١٦]. تأثيره على رؤية العين ولا حقيقة له. ومن ذلك: السَحْر: الصَرْف. وأراه صَرْف قلوب أو أبصار. {فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}[المؤمنون: ٨٩]. قال الفراء [المعاني ٢/ ٢٤١]: تُصْرفون (وحقيقته يُذْهَب بألبابكم وأبصاركم). ومن هذا:"سَحَره بالطعام والشراب: خَدَعه (كما يقال أكل عقله). وقوله تعالى:{إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ}[الشعراء: ١٥٣]، {إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا}[الإسراء: ٤٧] أراهما من الأصل، أي فساد الجوف أو خَوائه: اتهموهم بالجنون والخلو من العقل. وللفراء تأويل آخر [المعاني ٢/ ٢٨٢].
ومنه "السَحَر - بالتحريك والفتح: آخر الليل قبيل الصبح، حيث الظلمة كالغشاء، ووراءها مباشرة ضوء الفجر يترقرق فهو ظلام وراءه فراغ، {نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ}[القمر: ٣٤]، {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}[الذاريات: ١٨]، ثم يشتق منه. وليس في القرآن من معاني التركيب إلا (السَحَر) وجمعه، و (السِحْر)، و (المُسَحَّر) و (المَسْحُور).
• (سحق):
{فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ}[الملك: ١١]
"نخلة سَحُوق: طويلة جرداء. وحمار سَحُوق: طويل مُسِن. وامرأة سحوق: طَويلة. وفرس سوْحَق الرِجلين: طويلتهما. والسحائق من الأمطار، الواحدة سَحِيقة، وهو المطر العظيم القطر الشديدُ الوقع القليلُ العَرِمُ. سحق الشيء: دقّه أشدَّ الدق/ سَهَكه "(أي أنعمه).