للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"سَحَتَ الشحمَ عن اللحم (فتح): قَشَره، وسحت رأسَه وأسحته: استأصله حَلْقًا. وكذلك: سحتَ الحجّامُ الخِتانَ وأسحته: استأصله. وسَحَتَ الشيءَ: قَشَره قليلًا قليلًا ".

° المعنى المحوري قَشْر ما هو شديد الالتصاق بسطح أو ظاهرٍ عنه بدقة، أو قليلًا قليلًا: كسحت الشحم عن اللحم، والشعر عن الرأس استئصالًا. وكذا استئصال القُلْفة، والقَشْر قليلًا قليلًا هو من شدة الالتصاق؛ فيحتاج إلى دقة للاستئصال.

ومنه "السَحِيتة من السحاب: التي تجرُف ما مرّت به (أي يقشِر مطرها وجهَ الأرض كما يقال مَطْرة قاشرة وقُشْرة - بالضم وكهُمَزة: شديدة تقشِرُ وجه الأرض ". "والمسحوت الجوف: من لا يشبع، ومن يتّخم كثيرًا "كلاهما يأكل كثيرًا ولا يشبع، كأن جوفه لا قَعْرَ له. ولا تضاد.

وقوله تعالى: {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ} [طه: ٦١] يقشِركم ويستأصلُكم. ومنه "السُحْت - بالضم: المال الحرام الذي لا يَحِلّ كسبُه (كالرشوة والربا والقمار ..) كأنه مقتطع مقشور، أي مأخوذ نَزْعًا وغَصْبًا بلا استحقاق. وقد فسروا قوله - صلى الله عليه وسلم - "فمن رعاه - أي الحمى المتحدَّث عنه - فمالُه سُحْت "- بالضم - بأنه: هَدَر. وهذا تفسير بما يئول إليه، أي ما يستحقه. يقال "مال فلانٍ سحتٌ: لا شيء على من استهلكه "أي لأنه في الأصل مأخوذ قَشْرا بغير حق من موضعه الأحق به. وليس في القرآن من التركيب إلا السَحت القشر والإهلاك، والسُحْت: المال الحرام) ..

<<  <  ج: ص:  >  >>