"الكَبْدَة - بالفتح - القطعة الصُلبة من الأرض. والكَبِد الذي في الجوف معروف. تكبَّد اللبنُ وغيره من الشراب: غلُظ وخثُر. واللبن المتكبِّد: الذي يخثُر حتى يصير كأنه كَبِدٌ يترجرج. وكَبِدُ كلِّ شيء: عُظْمُ وَسَطه (١). وغَلْظُه ".
° المعنى المحوري اشتداد ما شأنه التسيُّب وجمودُه مُتَماسكًا - كقطعة الأرض الصلبة (وهي تراب تجمَّع وتماسك حتى صلُب)، وكاللَبَن المتكبِّد، وكَبِدُ الحيِّ دمٌ متماسك، وعِظَمُ الشيء وغِلَظه إنما هو من تماسك أجزائه وأبعاضه حتى يعظُم. ومن ذلك ما جاء في حديث بلال "أذَّنتُ في ليلة باردة فلم يأت أحدٌ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَكْبَدَهُم البردُ "قالوا: أي شَقَّ عليهم وضيَّقَ "ولو قالوا: جَمَّدهم في أجواف بيوتهم أي جعلهم يلزمونها يسكنون لا يفارقونها لكان أدق.
ومن هذا الأصل "الكَبَد - محركة: الشِدّة والمشقّة " (كما في الْعَمَد ورم السنام - وأهم حِسّيات تركيبه العمود، و "النَصَبُ "ومن حسياته نَصْب الخيمة ونحوها، وكلاهما فيه معنى الشدّ والإمساك. كما أن ضد ذلك وهو السهولة يؤخذ من التسيُّب المتمثل في "السِهْلة - بالكسر: تراب كالرمل يجيء به الماءُ "- أي أنه متسيب)، "كابد الأمرَ: قاسي شدَّته "(عانى صلابتَه). ومنه آية التركيب {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} وهو معاناة هموم الدنيا وأطماعِها. "يكابد مشاقّ الدنيا من أول قطع سُرّته إلى أن يستقر قراره إما في جنة فتزول عنه المشقات،
(١) هذه العبارة ضبطت فيها كلمة (كبد) بالتحريك، وكلمة (عظم) كعنب. هذا في [ل]. ولكن أرجح أن كلمة (كبد) هنا ككتف، وكلمة (عظم) بالضم. وفى [تاج] ما يدعم ما أقول عند قوله مع الشارح (والكبد وسط الرمل ووسط السماء ..) وعليه تكون و (غَلْظه) بالفتح.