للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠/ ٥٤] حديثًا صحيحًا في أنها أُمّ الكتاب؛ فلا معنى لتجاوزه. هذا من حيث المراد، وأما من حيث المعنى اللغوي وسر التسمية فقد ردها مع آية {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزمر: ٢٣] إلى تثنية التلاوة والأحكام والقصص أي تكرارها. وأضاف الراغب .... "لما يُثَنَّى ويَتجدَّد حالًا فحالًا من فوائده .. "أقول: وهذا ينطبق على المعاني الخفية التي تستخرج أَنّا بعد آن من تضاعيف (: أثناء) آيات القرآن الكريم، وعلى المعاني الأخرى التي يتذوقها أصحاب البصائر النيرة وإمامُهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم عبادُ الله الصالحون.

ومن الأصل: الاستثناء: استثنيتُ الشيء من الشيء: حاشَيْته (كأنك طَويته فأخْفَيته فلا ينطبق عليه الحكم): {إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (١٧) وَلَا يَسْتَثْنُونَ} [القلم: ١٧، ١٨]: ولا يُبقون منها شيئًا. و "الثِنْوة - بالكسر: الاستثناء ". وليس في القرآن من التركيب إلا (ثَنْى الصدر) و (ثَنْى العِطْف)، و (الاستثناء) بمعانيها التي ذكرناها، ثم (الاثنان) ضعف الواحد ومؤنثها وما هو منها. وسياقاتها واضحة.

و"الثَناء: ما تصف به الإنسانَ من مدح أو ذم "، هو مما في المعنى الأصلي من جمع وضم للشيء المطوي في جوف شيء؛ لأنك تضيف إليه وتجمع صفات. ونظيره: التَثْبِية: الثناء على الرجل في حياته، من الثُبَة: العصبة والجماعة. وفي الثناء تعظيم، وثَنْىُ الشيء يجعله سميكًا. كما يناظر ذلك أخذ "المدح "من قولهم: "تمدَّحتْ خواصر الماشية أي: اتسعت وامتلأت ".

<<  <  ج: ص:  >  >>