للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السَّمَاوَاتِ} [غافر: ٣٦, ٣٧] أبوابها [قر ١٥/ ٣١٤] فهي من الأصل، أي منافذها الموصلة إلى ما بداخلها. {فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ} [ص: ١٠] السموات نفسها أو أبوابها، أو فليعلوا في أسباب القوة إن ظنوا أنها مانعة ... [قر ١٥/ ١٥٣].

ومن الأصل: "السَبّ: الطعن والشتم ". وأصله إما (أ) من السَبّ: قطع عراقيب الإبل - كأنهم عدُّوا العرقوب سببًا، لأنه عِرْق قوى ممتد من أعلى البدن إلى العَقِب، فهو كالحبل، ولذا سموا إصابته سَبًّا، والسيفَ: سَبَّابَ العراقيب، وقالوا "سبسب: قطع رَحِمَه ". ثم أخذوا من ذلك استعمال السَبِّ في الطعن والشتم والقطع. أو (ب) مما جاء في ل أيضًا أن أصل السَبِّ الطعنُ في السَّبّة (الاست). أو (جـ) هو من الوصول إلى الشيء، كما يقال: "نال منه "بمعنى: طعن فيه أو شتمه. ومن استعمال السَبِّ في الشتم والطعن: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: ١٠٨].

ومن السَبّ (الطعن والشتم) قالوا: "السُبّة - بالضم: العار. صار هذا الأمر سُبّة عليهم، أي عارًا يُسَبّ به ".

وأما السَبّابة: الإصبع التي بين الوسطى والإبهام، فأرى أنها أخذت اسمها هذا من كثرة الإشارة بها نحو الأشخاص والأشياء، فهي حال الإشارة بها تمتد على استقامة الذراع، ثم إن الإشارة تبدو خطًّا ممتدًّا منها إلى المشار إليه.

ومن الامتداد المادي في الأصل أُخذ الامتداد الزمني في قولهم "مضت سَبّة وسَنْبَة من الدهر أي: مُلَاوة، عشنا بها سَبَّة وسَنْبة (النون زائدة) كقولك: بُرْهة وحِقْبة. سَبَّة من حَرّ .. إذا دام ذلك أيامًا ".

<<  <  ج: ص:  >  >>