للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للأجل نحو {فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [الصافات: ١٤٨] والسنة نحو {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ} [إبراهيم: ٢٥]، وللساعة نحو {حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: ١٧]، وللزمان المطلق نحو {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} [الإنسان: ١]، {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [ص: ٨٨] فإنما فسر ذلك بحسب ما وَجَدَه وعُلِّق به "انتهى كلام الراغب. والعبارة الأخيرة هي كالتفصيل لقوله هو يتخصص بالمضاف إليه "فهما متفقان. وعبارة المناوي "الحين في لسان العرب يطلق على لحظة فما فوقها إلى ما لا يتناهى، وهو معنى قولهم الحِين لغة: الوقت يطلق على القليل والكثير "اه.

لكن عبارة الراغب ومن معه أدقّ بدليل استعمال الفعل "حان "لبلوغ وقت الأمر والحدث، والحين في الآية الأولى {إِلَى حِينٍ} [الصافات: ١٤٨] تعني إلى الوقت الذي أُجِّلُوا إليه، وفي الآية الثانية {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ} [إبراهيم: ٢٥] تعني كلّ حينِ أُكُلٍ لا تتخلف، والآية الثالثة واضحة في التقييد أي حين الإمساء وحين الإصباح. كما أنه يمكن أن يقال هذا حينُ الحصاد وحينُ الرحيل وحينُ البدء في كذا. ثم إن "الحِين "قد يطلق عن قيد "وقت الأمر والحدث "إلى "مدة من الزمن مطلقًا "أي "لحظة فما فوقها "بتعبير المناوي -أي من حيث الطول. لكن قول المناوي إلى ما لا يتناهى "مردود، فإن التناهي أساسي في دلالة الحين لأن الظرف حيز محدَّد. والإطلاق عن تعيين الوقت المحدد لا يعني امتداده إلى ما لا نهاية.

بقيت كلمتا "حانة "و "حانوت "وقد عالجتهما المعاجم في (حون/ حين) وفي (حنت) وقيل عن "حانة "إنها معرّبة عن الفارسية. والمقصود بكل منهما

<<  <  ج: ص:  >  >>