للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين مِشْفَرَيْ الدابة برفعهما أو إزاحتهما للكشف عن أسنانها، والتكرار هنا إعادة كشفهما للزومهما موضعيهما، وكانفراجٍ ما بين الشفتين عندَ الضَحِك، والتكرار كثرة وقوع ذلك، وتشقيقِ بَدَن الشاةِ والزِقاقِ وغيرها. ولُحِظ في الفُرَار -كصُداع- انفصالُه عن أُمّه بعد أن كان في بَطْنها. وقد عُبِّرَ عن نحو ذلك بالانفصال في تسمية ولد الناقة فَصيلًا، وفي فطم طفل الآدمي في قوله تعالى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: ١٥]. ومن ذلك: "فَرْفَرَ البعيرُ: نفض جسده " (بحركة أشبه بالارتعاد يتطاير بها التراب عنه - فذلك إما من الحركة المذكورة وهي من جنس المفارقة إلى ناحية مرة وإلى مقابلها أخرى في توال، وإما من نفض التراب). وفَرْفَر الرجلَ: نَفَضَه وحَرَّكَه، وفَرْفَرَ في كلامه: خَلّطَ وأكثَرَ (كلام غير مترابط)، والرجلُ: طاشَ عَقله وخَفَّ، والفَرْفَار -بالفتح: العَجُول الطَيَّاش (غير متماسك)، والذي يَكْسِر كلَّ شيء، وشَجَرٌ صُلْبٌ صَبُورٌ على النارِ تُنْحَتُ منه القِصَاع والعِسَاس يكثر انتحاتها منه لصلاحيته لها - الستة من [تاج]، ومَرْكَبٌ من مراكب النساء شِبْه الحَوِيَّة (لتلطيف الاهتزاز أي لتكون المفارقة بخفّه). وفَرْفَر: استعجل بالحماقة (غير متماسك). أما قول ابن الأعرابي: "فَرَّ يَفُرُّ: إذا عقل بعد استرخاء "فهو من باب الانفصال بمعنى الاستقلال، كما سَمَّوا الحمَلَ إذا فُطِم واستجْفَر: فُرارًا.

ومن ذلك الأصل: "الفِرار: الرَوَغَانُ والهَرَب (ابتعاد عما يواجِه بخفة وإسراع (استرسال): {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (٥٠) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [المدثر: ٥٠ - ٥١]،


= إفراغ بقوة، ويعبر التركيب عن إخراج (= إفراغ) كل ما في الجوف إلى الظاهر نشاطًا أو غيره كالفاره من الحمُر.

<<  <  ج: ص:  >  >>