رقم ٤٠) يقصدون بالخدوش الكتابة، وكذلك "وَحْى في حَجَر "(رقم ٤٤٢٩) أي كتابة، ويعبّرون عن الكتابة أيضًا بالنَقْر وبالزَبْر والنَقش - وهنّ نحت في الحجارة أيضًا، والواقع التاريخي يؤيد ذلك. {وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ}[البقرة: ٢٨٢ وكل ما هو من التركيب في هذه الآية والتي تليها فهو من الكتابة بالمعنى المشهور] وكذا ما في [البقرة: ٧٩، النساء: ١٥٣، الأنعام، الأعراف: ١٤٥، ١٥٧، الفرقان: ٥، النمل: ٢٨، الطور: ٤١، القدم: ٤٧]. ومكاتبة العبد لإعتاقه {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}[النور: ٣٣] يمكن أن يكون التعبير من كتابة الشروط، ويمكن أن تكون من معنى الالتزام في المشارطة، المأخوذ من الإلصاق.
ومن ذلك الإلصاق جاءت بمعنى الإلزام والفَرْض {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى}[البقرة: ١٧٨] , {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}[البقرة: ١٨٣] أي أُلصقَ بكم وأُلزمتم (وانظر فرض). {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}[النساء: ٢٤] كأنه قيل كتب الله عليكم تحريم ذلك كتابا [بحر ٣/ ٢٢٢] فالكلمة هنا مصدر. وسائر ما في القرآن من التركيب فهو - عدا كتب الله المنزلة - بمعنى الفرض أو القضاء بأمر, والتسجيل كتابة أو في كتاب. {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا}[الفرقان: ٥] أمر أن تُكْتَب له. {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ} أي تُلقى عليه ليحفظها، لأن صورة الإلقاء على المتحفظ كصورة الإملاء على الكاتب [بحر ٦/ ٤٤١ - ٤٤٢].
ومن الأصل المذكور "أُخذت كتيبة الجيش "(وهي جماعة متماسكة لأن الكتيبة كانت تُكَوَّن من أفراد قبيلة بعينها، وعُلِّلت أيضًا بكتابة أسمائهم).