أحصاه (أي بيَنَ وضبط كثرة أفراده واتصال طُولهِا، إذ العدّ يتم بِسَردها واحدًا واحدًا - وكانوا يقولون عَدَدْت الدراهم أفرادًا ووِحَادًا [ل]{لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا}[مريم: ٩٤]. {فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا}[مريم: ٨٤] يعني أن الأنفاس تُحْصَى إحصاءً ولها عدد معلوم [العين]{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[إبراهيم: ٣٤] وفي الإحصاء حَصْرُ الشيء عَدًّا ببلوغ آخر ما هو منه. في حين أن العدّ سَرْدُ بعض الأشياء تِلْوَ بعضها (الموجود منها) ولا يستلزم بلوغ آخر جنسها. والعِدّة -بالكسر، والعَدَد -بالتحريك: ما يُعَدّ {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ}[الطلاق: ١]. وتأتي العِدّة ملموحًا فيها المماثل في العَدَد كسِبْقِك: الذي يسابقك {لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ}[التوبة: ٣٧]، {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}[البقرة: ١٨٤]"وأنا على عِدّان ذلك -بكسر فتضعيف: أي حينه وإبَّانه -أي الزمان الممتد المتتابع لذلك. من الأصل.
وتوالي الشيء حضور له في الحيّز ومن هنا جاءت: "أَعَدّ الشيءَ واعتدّه واستعدَّه: أحضره. والعُدّة -بالضم؛ ما أعددته:{وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}[التوبة: ٤٦] ثم "أعَدَّه لكذا: هَيّأه له "كأنما أحْضره. وكل ما في القرآن من الفعل (أَعَدّ) للفاعل وللمفعول، وكلمة (عُدّة) -بالضم فهو من الإعداد الإحضار والتهيئة وجعل الشيء متاحًا. وما عدا ذلك من مفردات التركيب القرآنية فهو من معنى العَدّ بيان كمّ الشيء {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ}[الهمزة: ٢] جعله ذا كثرة وعَدَد. أو عَدّده: جعله عُدَّة للدهر [ل، قر ٢٠/ ١٨٣].