الفتح الحكم ما في [الشعراء: ١١٨، سبأ: ٢٦، الحديد: ١٠، ومنه الفصل يوم القيامة المشار إليه بـ {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ} في [السجدة: ٢٨، وكذا في ٢٩ منها بعد ذكره في ٢٥ منها]. وقوله تعالى:{رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ}[الأعراف: ٨٩](هذا دعاء من الأنبياء أن يحكم اللَّه بينهم وبين المكذبين. فهو دعاء على المكذبين أن ينزل اللَّه بهم نقمته. ولكن كثيرًا من المتصدرين في زماننا يقتبسون هذه الآية في افتتاح مشروع أو نحو ذلك) تيمنًا بمعناها حسب ما يظنون وكأنها بشرى بالفتح والنصر. {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}[الفتح: ١] كان صلح الحديبية فتحًا بكل المعاني: من اعتراف الكفار بمنادّة المسلمين لهم. . بعد أن كانوا يعدّونهم صُباة، إلى فتح سبيل الإيمان والانضواء تحت لواء الإسلام لمكة وأهلها وسائر الراغبين في الإسلام الذين كانوا ينظرون إلى قول وأهل مكة وينتظرون مآل الأمور، إلى الفتح بإرسال رحمة اللَّه بما أفاض من أَمْن انتشر فيه الإسلام ومن غنائم تلت موقف الحديبية، إلى فصل الأمور وتبين أن الإسلام بالغٌ غايته عن قريب، فقد كانت مكلة بموقفها قبل الفتح عقدةَ العقد لأنها بلد اللَّه الحرام ولتمرد أهلها مع ذلك على ذلك الداعي إلى اللَّه عز وجل. وبالحديبية تبين أن تعظيم ذلك الداعي -صلى اللَّه عليه وسلم- للبيت الحرام والبلد الحرام أقوى فهو الصادق، وباتت هذه البلدة المغلقة موشكة أن تلقى مقاليدها بين يدي دعوة اللَّه وحاملها -صلى اللَّه عليه وسلم- وآله وسلم [وانظر قر ١٦/ ٢٦٠ وفي بحر ٨/ ٩٠ زيادات ذات بال]. {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا}[البقرة: ٨٩] أي يستحكمون أو يستعلمون أو يستنصرون [بحر ١/ ٤٧١] أي به عليهم يقولون إذا دهاهم العدو: اللهم انصرنا عليهم (أو احكم بيننا وبينهم) بالنبي (الذي أعلمتنا صفته وأنه) المبعوث في آخر الزمان. والاستفتاح بمعنى الاستحكام أو الاستنصار في {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ