للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذكور تنضغط منه الرئة فتلتزق بالجنب والمعتاد أنها متميزة في وَسَط صُندوق الصدر. والآلة المذكورة تَنْقُش الجلد بضغْطه فتَغُورُ فيه خطوطٌ ورسوم حسب الشكل المراد، والأكمة الحطوط يندفع النازل منها بقوة كأنما ضُغط. وحَط الرحل: إنزاله الأرض (إلى أسفل).

ومن ذلك الحطاط -كسحاب: زُبد اللبن " (مبادئه طَبقة رغوية تكثُف بما يَتَجَمَّع فيها حتى تصير طبقة كثيفة ثخينة كأنها كُثفَت وضُغطت حتى صارت كذلك).

ومن ذلك الضغط "الحُطائطة: بثرة صغيرة حمراء (تكاد تستوي بالجلد كالمضغوطة)، و "الحطائط -كتُماضر أيضًا: الذرّ " (النمل الصغير فهو لدقة حجمه كالمضغوط المسحوق، وكذلك "الحَطَاطةُ الجاريةُ الصغيرة. قال في [تاج] "كل شيء يُستَضغَر يقال له حَطاطة ".

ومن الأصل المذكور حَطْحَط في مشيه وعمله: أسرع (في ضغط كالانصباب) ومنه "الانحطاط: الانحدار "إذ "حَطُّ كلِّ شيء حَدرُه ". ومنه "الحَطُّ: وضع الأحمال عن الدواب ونحو ذلك، اذ هو إهباط لارتفاعها بنقل جرمها من أعلى إلى أسفل مطاوعة لضَغط ثقلها. وقوله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبَابَ


= (حطب) عبرت الباء عن تجمع وتلاصق ما، والتركيب يعبر عن عيدان خشبية غليظة (غلظًا حقيقًا أو غلظها جفافها) توقد بها النار (مقابل الباء هو جفافها الذي يجعلها تضمر فتنضام مكوناتها أو لزومها للنار أو كونها عالقة بشجرها رغم ذلك)، وفي (حطم) عبرت الميم عن التئام ما، وجاءت دلالة الكسر من تسلط الغلظ والضغط (اللذين تعبر عنها الحاء والطاء) على الجرم ذي التماسك الضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>