للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} [الإنسان: ٢٠] إذا رميت ببصرك هناك [بحر ٨/ ٣٩٠] وليس في القرآن من التركيب إلا (ثُمّ) العاطفة وهي تقتضي التشريك في الحكم، والترتيب، والمهلة (١). و (ثَمّ) الظرف (٢).

ومن الضم كذلك: "تثميم العظم: إبانته إذا كان عَنِتًا " (أي إذا جَبَر على غير الهيئة الصحيحة، فإنهم يكسرونه ليجبروه معتدلًا، فهذا الكسر الثاني هو التثميم. وسُمّى كذلك لأن المقصود به إعادةُ الضمّ والجبر). ومن التخلخل أيضًا: "لم يُثَمْثَمْ السنام: لم يُشْدَخ ولم يكسر. هذا سيف لا يُثمثَم نَصْله (= حدُّه). أي لا يَنْثني إذا ضُرب به ولا يرتد. انثمّ جسمه: ذاب مثل انهمّ. انثم الشيخ: ولّى وكَبِر وهَرِم (صار دِقاقا مجتمعة). والثمثمة. أن لا يُجادَ العمل " (مجرد جمع بلا إحكام).

وأخيرًا فإن استعمالات الضمّ يؤخذ منها معنى الإصلاح: "والمِثَمُّ من الرجال: من يُفْقِر من لا ظهر له (لا ظهر له = لا ركوبة له. يفقِرُه: يُعيره رَكوبة)، ومن يُرعِى من لا رِعْىَ له، ويثُمُّ ما عَجَزَ عنه الحيّ من أمورهم ". كما يقال الآن: سدَّ الخلَل أو جبر النقص أو الثلمة.

وقولهم: "ثم يده بالحشيش: مسحها به "هو من الإصابة. وكأن الأصل


(١) وفي كل منهن خلاف ينظر مغني اللبيب بشأن الآيات: التوبة ١١٨، الزمر ٦، السجدة ٧، الأنعام ١٥٤ وهذه رأي أبو حبان أنها لمجرد العطف.
(٢) كل منهما يجوز أن تلحقها الثاء ساكنة ومتحركة [ينظر ل، وعن العاطفة تاج ثمم، وعن الظرفية حاشية الصبان على شرح الأشموني ١/ ١٤٤] وتزيد الظرفية جواز أن تلحقها هاء السكت. والتاء المذكورة هنا تاء تأنيث [ينظر الصبان في الأمرين وكذلك المغني في آخر (ثم).

<<  <  ج: ص:  >  >>