٣٢]. ومن ذلك يطلق على السحاب (والمطر){يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}[نوح: ١١] ومنه: "سَما لك الشيء: رُفِع لك من بعيد فاستَبَنْتَه. والصائد يَسْمُو الوحش ويَسْتَمِيها: يَتَعَيَّنُ شخوصها ويطلبها من غِيرَانها. (أصل ذلك أن يطلب أخذها وهي حية لا مصابة. والعامّة يعبّرون عن شراء بهيمة حية للذبح بأنه اشتراها قائمة أو يقولون: الكيلو قايم بكذا. فكأن الاستماء اصطيادُها ساميةً أي قائمة حية). ومن الأصل: "سما الفحل: تطاول على شَوْله. وساماه: طاوله وعالاه. ومنه قالوا: ساماه: باراه ".
والاسم أصله سِمْوٌ (مثل جِذْع وقُفْل) فكأنه كلمة تعبّر عن صفة جسمية لظاهر الشيء أو أعلاه تُتَّخَذ علامة له، أو لأن الاسم يقيم المسمَّى وينصبه بتشخيصه وتمييزه إياه بأنه يذكر المعنى الذي يتحقق في المسمَّى ويُعلَم به المسمَّى (التفرع في اسم الشجرة مثلًا). أما أسماء الأعلام فهي عند عامة الناس تفاؤلية وعند غيرهم قد تكون بإلهام) {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}[الصف: ٦]- صلى الله عليه وسلم -، {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ}[آل عمران: ٣٦].
وقولهم: "ذهب صيته في الناس وسُماه - بضم ففتح مقصورًا، أي صوته في الخير، أي شارته وصفته التي عَلَتْه وعُرِف بها.
والذي جاء في القرآن من مفردات التركيب هو (الاسم) وجمعه، و (التسمية)، و (السَمِيّ) المشارك في الاسم، والأجل (المسمَّى) المعيَّن المحدَّد، و (السماء) وجمعها. وكل منها واضح في سياقه.