"كلام عمر رضي اللَّه عنه في الصدقة: فلا يأخذ إلا تلك السن من شَرْوَى إبله أو قيمة عدل. أي من مثل إبله. الشَروَى: المثل. هذا شَرْوَى هذا أي مثله. وفي حديث عليّ كرم اللَّه وجهه: ادفعوا شَرْوَاها من الغنم. وقال شريح في رجل نزع في قوس فكسرها فقال: "له (أي لصاحب القوس التي انكسرت) شَرْواها ". أي مثل قوسه. وكان شريح يضمّن القصّار شرواه أي مثل الثوب الذي أخذه (ليغسله) وأهلكه ". وفي حديث النخعي "يبيع الرجلَ (أي يبيع له شيئًا) ويشترط الخلاص (كأن المقصود البراءة من العيوب) فقال "له الشَرْوَى "أي المثل (أي مثل المبيع إذا ظهر فيه عيب).
ومن مادّى ذلك التماثل أيضًا الاستمرار في حركة واحدة بعينها وعمل واحد أي تكراره "شَرِيَتْ عَيْنه بالدمع: لجّت وتابعت الهملان. شَرِىَ البرق شَرًى: لمع وقتابع لمعانه. يقال لزمام الناقة إذا تتابع حركاته لتحريكها رأسها في عَدْوها: قد شَرِىَ زمامها إذا كثر اضطرابه. فرس شَرِىٌّ: يستشري في سيره أي يلجّ ويمضي ويجدّ فيه بلا فتور ولا انكسار. استشرى في دِينه: لجّ فيه وتمادى وجدَّ وقوى واهتم "به. ومن ذلك التماثل أيضًا "الشَرْيَةُ: النخلةُ التي تنبت من النواة "فهي تَنْبُتُ نَخْلَةً كأمها. أما "الشَرْىُ: الحَنْظَل "فأرجح أنه سمي كذلك لشبهه الظاهري بالبطيخ أو باليقطين أو لكثرة ثمره مع تماثله وقولهم "إبل شرَاةٌ -كسراة: خيار "كأن المقصود بعضها كبعض في ذلك. وكذلك "الشَرَى بمنزلة الشَّوَى: رُذَال المال "أي مجموعة بعضها كبعض في السوء.
ومن هذه المماثلة جاء معنى الشِراء المشهور وذلك للمماثلة بين المشترَى وثمنه في القيمة، علمًا بأن هذه المعاملة بدأت مبادلة. ولهذا استعمل اللفظ في