° المعنى المحوري التزام الأشياء بعضها بعضا كالمحزوم بالجريد والنبات الملتف، وكالمتصل بعضه ببعض منه إذ هو متضام. ومن هذا الالتزام جاء معنى الإيجاب في الوصية فهي عهد وتكليف وإلزام. {فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ}[النساء: ١٢]، {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}[البقرة: ١٨٢]. {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}[النساء: ١١]. أي يفرض عليكم {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ}[الأنعام: ١٥١ وكذلك ١٥٢، و ١٥٣] وبهذا المعنى يفسر قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ}[البقرة: ٢٤٠]. أي فريضةً، إذ كان ذلك حقًّا واجبًا لهن غير معلق بالتوصية من الأزواج [طب ٥/ ٢٥٢]. وهذا الملحظ يغنى عن تأولهم في الآية {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ. . . وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ}[النساء: ١٢]. قال طب: أي عهدًا من اللَّه إليكم فيما يجب لكم من ميراث من مات منكم [٨/ ٦٨ وأيضًا ٨/ ٣٠].
هذا وقد قالوا إن (الوَصِيّ) هو المُوصَي -اسما فاعل ومفعول، وإنها من الأضداد. وأساس ذلك أن صيغة (فعيل) تصلح لاسمي الفاعل والمفعول، فهو من سعة مجال الصيغة ولا تضاد في المعنى الأصلي للتركيب.
وليس في القرآن من التركيب إلا الوصية (والفعل واسم الفاعل منها) بالمعنى الذي ذكرناه.