الانصباب: كصَبّ الماءِ والبُرّ، وكانحدار المتحرك إلى الوادي المنخفض والصَبُوبُ يُنْحَدَرُ منه. وفي الأثر "جَعَل -صلى اللَّه عليه وسلم- يَرْفَعُ يَدَه إلى السماء ثم يَصُبُّها عليّ "{أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا}، {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ}[الحج: ١٩]{فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}[الفجر: ١٣].
والصبّ بقوة نفاذٌ إلى المصبوب فيه بقوة فَعُبِّر به عن المخالطة (الضارة)"صَبّ ذؤالةُ على غنم فلان إذا عاث فيها ". ومن معنوي الانحدار "التَصَبْصُبُ: شِدّة الخلاف (أي المخالفة كلٌّ يمثل صُبَّة كما سيأتي)، والجُرْأة "(اندفاع بثقل كالانحدار).
ويلزم ذلك الأصلَ التجمعُ، أخذًا من الصبِّ، إذ يتأتى منه تراكُم المصبوب، وقد صَرَّح به في قوله "مجتمعا ". ومن هذا قالوا "الصُبَّة -بالضم: الجماعة من الناس، والقطعةُ من الإبل والشاء، والقطعةُ من الخيل ".
كما يلزم من وصول المنحدر إلى المقر بقوة أو ارتطام أن يثبت في المقر كاللاصق به. ومن هذا اللصوق "الصبيب: شجر يشبه السذاب يُختضب به/ السناءُ الذي تُختَضَبُ به اللِحَى كالحِنّاء، والجليدُ، وقالوا "صُباصب كتماضر أي
= والأحمر في الأسود. وفي (صبر) تعبر الراء عن الاسترسال، ويعبر التركيب عن استرسال التجمع كما في صُبرة الطعام والحجارة المجتمعة. وفي (صبغ) تعبر العين عن الالتحام مع طراءة ويعبر التركيب معها عن جِرم دقيق يمتد من تجمع ما كالإصبع من الكف. وفي (صبغ) تعبر الغين عن غشاء أو نحوه، ويعبر التركيب معها عن تغشى طرف المتجمع بغشاء لتدليه (أو انصبابه) فيه كما في صبَغ الذنَب، والاصطباغِ الائتدام ".