وَأَخِيهِ} [المعارج: ١٢]: زوجته وكذا كل استعمالها في (صاحبة). ومن استعمالها في الاقتران الدائم {كَصَاحِبِ الْحُوتِ}[القلم: ٤٨] إذ صار يعرف به، وكذا (صاحب) في [سبأ: ٤٦، النجم: ٢، التكوير: ٢٢، الأعراف: ٤٠] وكذلك (أصحاب الجنة)، (أصحاب النار) وما بمعنييهما، وكذا أصحاب (السبت)، و (الأعراف)، (مدين)، (الأيكة) إلخ كل كلمة (أصحاب) لأنها صارت ملازمة لهم كأنها كنايات عنهم، أو صاروا ملازمين لها كأنهم أهلوها ومُلّاكها. ومن الاقتران العارض ما في [الكهف: ٧٦، النساء: ٣٦](الصاحب بالجنب على أنه الصاحب في السفر)[وكذا الكهف ٣٤، ٣٧، يوصف ٣٩، ٤١]، أما {صَاحِبَهُمْ} في [القمر: ٢٩] فهو مقدمهم في الكفر، الذي عقر الناقة، وهو معهم في جهنم. {وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ}[الأنبياء: ٤٣]، أي يمنعون، ويُجارون أي يُحفظون [ل، قر ١١/ ٢٨٩] كما يُحفظ الأديمُ الجسمَ أو الجارُ جارَه فهذا المعنى من لازم المصاحبة {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ}[البروج: ٤](ابتكروا هذا النوع من التعذيب فنسبوا إليه - فهذا كله من التلازم الذي يؤخذ من لزوق الشيء بالشيء). وهذا التلازم يفسّر قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- حينما عَجِب الصحابة من تمنيه رؤية إخوانه، وتساءلوا: ألسنا أخوانَك - "أنتم أصحابي، إخواني الذين يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني "فالصحبة لصوق، والأخوّة رباط قد يخلو من اللصوق. وأجد من واجبي أن أنبه إلى أن ما تطوع به صاحب [الكشاف عند {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ}[التكوير: ٢٢] جفاء وإساءةٌ ردَّه عليه الإمام ابن المنير في حاشيته عليه فلينظر.
أما "صحَبَ المذبوح (فتح): سَلخه "-فمن باب إصابة ما هو صاحِبٌ أو كالصاحب وهو الجِلد اللازق على سطح الشيء. ومنه "حمار أصحب: أصحر