بالنسبة للسائر باتجاه، وكناحيتَىْ الشِعْب والوادي بالنسبة للماء أو الناس معترضان قويان لا يُنْفَذ منهما، وكذا السِترْ عريض كثيف لا ينفذ منه البصر. ومنه "الصديد: القيح "فهو رجيع النفاذ الممثل في الجرح أو الدمل {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ}[إبراهيم: ١٦].
ومن ذلك المعنى "صَدَّه عن الأمر: مَنَعه وصَرَفه {فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ}[النمل: ٢٤]، {وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ}[النمل: ٤٣] ومنه القاصر صَدّ يَصِدّ (بكسر عين المضارع وضمها) صُدُودًا: أعرض وصدف (كأنه مطاوع بمعى انْصَدّ أو كأنما {وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ}[غافر: ٣٧]. وصَدّ السبيل (قاصر)
= ويعبر الفصل منهما عن اعتراض بغيظ حابس كالصَدّ الجبل والصِداد الستر. وفي (صيد) تتوسط الياء بمعنى الاتصال والامتداد أي الامتساك، ويعبر التركيب معها عن حوز بقوة وقهر كأنما بالحجز والحبس كما في الصيد. وفي (وصد) تسبق الواو بالتعبير عن الاشتمال، ويعبر التركيب معها عن اشتداد أشياء بعضها ببعض مع حبس واشتمال كالنسيج. وفي (أصد) تسبق الهمزة بالتعبير عن الدفع والضغط، ويعبر التركيب معها عن قوة الحجب أو الحبس كالأُصدة. وتعبر الراء في (صدر) عن استرسال، ويعبر التركيب عن كون التجمع الغليظ له استرسال كصدور الأحياء والأشياء وراءها بقية تَدْعَم. وفي (صدع) تعبر العين عن التحام برقة أو ضعف، ويعبر التركيب معها عن ضعف ممتد في شيء ملتحم صُلب كأنما صُدم بغيظ فشقّه كما في صالح الزجاج والجدار. وفي (صدف) تعبر الفاء عن إبعاد وطرد، ويعبر التركيب معها عن تباعد بانحراف -مع حوز ما كما في الصَّدَف والصُّدُوف. وفي (صدق) تعبر القاف عن غلظ وتعقد في عمق الشيء، ويعبر التركيب معها عن كون ذلك الشيء الغيظ الشديد قوي الجوف أيضًا أي شديد تماسكه كما في الرمح الصَّدْق وصَدْق الكعوب.