وحدّة أَثَر (١). كتماسك أثناء الصلصال عند جفافه -مع تصويته، وكذلك جفاف الجلد والأرض وأمعاء الإبل الموصوفات -وكلها يحدث بعد زمن، وكاللحم والماء الموصوفين، ولا يُنتن اللحم ولا يأجن الماء إلا من بقائهما أمدًا طويلًا بلا تبريد -وهذا امتساك زمني. والحية الموصوفة تختزن السم أمدًا طويلًا فيتركز فإذا نهشت قتلت من ساعتها. وكلٌّ دقيقُ الجِرم (قلة)، والأثر الحادّ: الصليل والسمّ.
فمن الصلصال الطين اليابس قوله تعالى:{مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}، {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ}[الرحمن: ١٤] وكل (صلصال) فهو كذلك.
(١) (صوتيًّا): الصاد تعبر عن امتداد بغلظ، واللام تعبر عن امتداد مع تميز أو استقلالية، والفصل منهما يعبر عن تماسك الأثناه جفافًا (= غلظًا) كما في الصلصال يابس الطين في (صلل). وفي (صلوصلى) تعبر الواو عن اشتمال والياء عن اتصال ويعبر التركيب بهما عن احتواء اثناء الممتد المتماسك على مستوى من اللين أو الرخاوة يتأتى منه التشكل وهو إمكانات محتواة فيه. وفي (وصل) تسبق الواو بالتعبير عن الاشتمال والاحتواء ويعبر التركيب بها عن امتداد زائد أو مضاف إلى الشيء كما في الوصيلة الأرض الواسعة البعيدة. وفي (أصل) تسبق الهمزة بالتعبير عن الدفع والضغط ويعبر التركيب عن دفع أو اندفاع لذلك الغليظ الممتد كأصل الشجرة يمتد في الأرض وتندفع عنه ممتدة، وكذلك أصل الحائط، وكالأَصَلة تنتصب على قائمتها. وفي (صلب) تعبر الباء عن التجمع الرخو مع تماسك، ويعبر التركيب عن تلاصق الممتد غليظًا شديدًا (بأثر غلظ الصاد وهو تماسك وكذا ما في اللام والباء وكالصُّلب الظهر وكل شيء صُلب. وفي (صلح) تعبر الحاء عن احتكاك بجفاف وعرض ويعبر التركيب عن سلامة للجرم تتمثل في التئامه أي عدم تصدعه وتشققه مع احتفاظه بنفعه وخيره كما هو الأصل في إصلاح الشيء. وفي (صلد) تعبر الدال عن امتداد مع حبس، ويعبر التركيب عن تصلب شديد للشيء في نفسه او مع ما تصل به وهذا التصلب احتباس.