والارتفاع المقارب يعني البلوغ إلى مستوى المواجهة أو أعلى "لا يبلغُ أن يكونَ جبلًا ". وقد فُسّر "الصمد "في قوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ}[الإخلاص: ٢] بـ "المقصود/ الذي يُصْمَد إليه في الحاجات "وهذا المعنى يؤخذ من كون الشيء مرتفعًا في المواجهة فيكون متَّجَها إليه وهذا هو معنى القصد.
وفسر أيضًا بـ "الدائم الباقي الذي لم يَزَلْ ولا يزَال "ويؤخذ هذا من معنى الثبات الذي يتمثل في رسوخ المكان المرتفع الذي يضبه الجبل، وفي الصخرة الراسية، كما يؤخذ من تركلز المادة واحتباسها في جوف تلك المرتفعات، وفي سد القارورة والناقة المتعيطة (حسب تصورهم) ومن الشيء الصُلب والمصمت.
وفسر بالذي لم يلد ولم يولد. وهذا يؤخذ من إصمات الجوف بمعنى اكتنازه بما فيه، مع احتباسه فيه، فلا ينفذ منه شيء كما هو واضح في استعمالات المجموعة (ب) وهو متحقق أيضًا في استعمالات مجموعة الارتفاع، لأن ارتفاع ما هو ثابت على الأرض يكون بتجمع المادة فيه وتراكمها محتبسة غير مبعثرة فيرتفع.
وذُكِرت معان أخرى "السيد الذي انتهى سُؤْدده في أنواع الشرف والسُؤدُد "-وهذا قد يؤخذ من الارتفاع. "وبالمستغنى عن كل أحد "وهذا يؤخذ من الاكتناز، وبالذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد (١) وهذا لا أصل اشتقاقيًّا له. فالمعاني الأُولى الثلاثة قوية واللفظ بهذا من جوامع الكلم
(١) ينظر تفسير [قر ٢٠/ ٢٤٥] وفيه أقوال ترجع إلى ما ذكرنا وفي ص ٢٤٦ روايات عن سبب نزول السورة تقتضي ترجيح التفسير الثالث (الذي لم يلد ولم يولد).