ومنه "اصطهر الحرباءُ واصهار: تلألأ ظهره من شدة حر الشمس، وقد صهره الحر وصَهَرته الشمس: اشتد وقعها عليه "(حتى تكاد تذيبه أو لأن لمعانه يبديه ذائبًا). ومن التميع أو الذوبان وحده قيل "ما بالبعير صُهارة -كرخامة أي نِقْي "وهو مُخّ قَصَب العِظام، سمي بذلك لكونه كذلك أو صيرورته. وقالوا "صَهَر خُبْزه: أَدَمه بالصُهارة، وصهر رأسه دَهَنه بها ".
ولما كان صَهْر الأشياء يذيبها فتخلتط بعضها ببعض عُبِّر بالتركيب عن شدة القرب والمخالطة. ومنه في بناء مسجد قُبَاء "فيَصْهَر الحجر العظيم إلى بطنه: يدنيه ويقربه "(فالذي مجمل حجرًا عظيمًا ضَامًّا إياه إلى بطنه لابد أن يضغط عليه كثيرًا إلى بطنه ليتحمل الجسم مع اليدين ثقل الحجر وهذه مخالطة قوية جدًا) كما يقال "صَهَرْتُ الشيءَ: خَلَطته [قر ١٣/ ٦٠] وصَهَرَه وأصْهره: قَرَّبه وأَدْناه "ومن هنا أُخذ "الصِهْر وهو ما كان من خُلطة تشبه القرابة يُحْدِثها التزويج "[ل] يقال "صاهرت القوم، وفيهم: تَزَوَّجْت فيهم. وأَصْهَرْت بهم وإليهم صرت فيهم صِهرًا أو جارًا متحرمًا بهم. والصهر -بالكسر: زَوْج بنتِ الرجل أو أختِه ". والجاري هو شدة قرب الرجل ومخالطته لأهل امرأته. وتأمل قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} فُسّر الماء بالنطفة [قر ١٣/ ٥٩] وعرّفوا النسب بأنه خلط الماءين. والدقيق ما جاء في (نسب) من أنه القرابة في
(١) (صوتيًّا): انظر ما قلنا في تفنيدنا زعم تعريب التركيب.