للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظهور الثنايا من الفرح [ل] وتأمل قولهم "أضحك اللَّه سنك ". ولم يقولوا فمك {وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ} [النجم: ٦٠]. وكل ما في القرآن من التركيب هو من هذا الضحك إلا في {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} [هود: ٧١] فقد فُسِّرَ بالحيض وشواهده في [ل، قر ٩/ ٦٦]. ويؤخذ صوتيًا من التركيب أن وروده بمعنى الحيض جِدّ بعيد، إذ ليس في أصوات التركيب ما يعبر عن ميوعة الدم، ولا الاعتصار. وأقرب ما سمع إلى معنى الحيض قولهم: "أضحكَ حوضَه: ملأه حتى فاض "ولكن الملحظ هنا هو وصول الماء إلى حفاف الحوض مع بريق سطح الماء حينئذ.

وأخيرًا فإن في النفي شيئًا من (ضحك الأرانب) الذي أوردوه شاهدًا للضحك بمعنى الحيض [انظر ل، طب ١٥/ ٣٩٣] وأما ضَحِك الضِباع فكَشْرُها عن أنيابها للافتراس، وحمله على الحيض تحكم واضح. وقد رأى الفيروزآبادي أن تفسير الضحك بالحيض وَهْم أو سوء فهم وقع فيه قائله. وإنما مراد الرواية أنها -بعد الضَحِك والبُشرى- حاضت تحقيقًا لبشرى، فتوهم بعضهم أن قول الرواية التفسيرية (فحاضت) هو تفسير للفظ (فضحكت) في الآية (١). وبعد فمعنى الآية في ما أرى هو الضحك المعروف فرحًا بالبشرى أو فرحًا بالأمن والنصر، أو لأنها كانت نصحت إبراهيم أن يضم إليه ابن أخيه لوطًا حتى لا يلحقه العذاب الذي هو نازل بقومه لا محالة، فضحكت من جريان الأمر على ما توقعت. كما هي رواية الزجاج (٢).


(١) بصائر ذوي التمييز ٣/ ٤٦١.
(٢) تهذيب اللغة ٤/ ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>