رأسه أي تسوية ما بداخله من المكيل بحافَة فَتْحته العليا). وكساحل البحر وسفح الجبل -فهما نهايتان مرتفعتان في الجانبين، وكأطراف الشجر وما رقّ من طرف الكبد. ومن الارتفاع:"طفَّ الحائطَ (رد): عَلَاه، وطفَّه برجله أو يده: رفعه إلى أعلى، وطفَّ الناقةَ: شدّ قوائمها "(فقامت مكانها. ارتفاع مع توقف) ومنه "الطَفاف - كسحاب: سوادُ الليل (كأنه خيمة منصوبة على الناس) وقالوا طَفَّ الشيءُ لك وأَطَفَّ واسْتَطَفّ: دَنَا وتهيَّأ وأمكن ليُؤخذ "(كأنه ارتفع فصار أمامك) ومثله "أطفَّ عليه: أَشْرَفَ، وأَطَفَّ لَه بحَجَر: رَفَعَه ليرميه (أي ليصل إليه). طَفْطفَ الطائرُ: بسط جناحَيْه (ليرتفع). وطَفّفْت بفلان موضعَ كذا - ض: دفعته إليه وحاذَيته "(وصول). ومن الأصل "طفَّفَ المكيالَ: نَقَصَه (أَخَذَ طُفَافَه: أعلاه أو أخذ منه - إصابة). وفي قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين: ١ - ٣] يكاد نص الآية يبين المراد - وهو يرجع إلى الزيادة في الطُفَاف أو نَقْصه. وصيغة فعّل بتضعيف العين تستعمل للتزويد مثل سَبَّقَ: وضع سَبَقًا وشَجَّر الأرض وبطَّنْت الثوبَ وجَلَّدْتُ الكتاب، وتستعمل لمعالجة الشيء معالجة قد تؤدي إلى إزالته مثل قَرَّدت البعيرَ وقَذَّيْت عَيْنه وقَشَّرْت الثَّمَرة. وعبارة الآية تشمل المعنيين، وتبين أنهما مقصودان بما بعدها -ولا تضاد في معنى التركيب. ويلحظ أن الطُفاف نفسه يتأتى فيه النقص والزيادة بالحيل عند الكيل.
ومن كون الزيادة في المعنى الأصلي - محدودة القدر جاء استعمال الطفيف
= عمل ما (لمدة) وفي (طفل) تعبر اللام عن امتداد استقلال ويعبر التركيب عن نشأة الشيء من غيره ضعيفًا رقيقًا مع استقلاله كما في الطفل.