للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البزْغ] وأورد [ل] (في تمم):

وصُلْبٌ تميمٌ يَبْهَرُ اللِبدَ جَوْزُه ... إذا ما تَمَطّى في الحِزَام تَبَطّرا

قال: "أي يضيق اللِّبْدُ عنه ". وفي (بطر) قال: "بَطَرَ الشيءَ (ضرب ونصر): شقّه "فتبطُّر الحزام: تفتقه وتمزقه. والبَطْر: الشق عن تجمع صديدي في البدن].

° المعنى المحوري هو: تجمع مادة فاسدة في الباطن أو الأثناء فيشقُّ عنها: كما في إخراج الماء الذي في باطن الحافر وهو فاسد، وكذلك المادة الفاسدة في العَضُد. وكما يتمزق الحزام (هذا جزء المعنى). ومنه: "إذا جارى البعيرُ القَطوفُ (: القصير الخطو) بعيرا وَساعَ الخطو فقصُرت خُطاه عن مباراته قالوا: إن هذا الوَساع قد "أبطرَ القَطُوفَ ذَرْعَه، أي حَمَله على أكثر من طوقه "أي أهدر قوته. والأصل أن الطاقة المختزنة عد القطوف أدنى من أن تعادل طاقة الوساع. ويقال لكل من أرهق إنسانًا فحمّله فوق ما يُطيقه: "قد أَبْطَرَهُ ذَرعَه " (أي ضيّع واستهلك قوَّته). ومن ذلك: "ذهب دمه بِطْرًا - بالكسر والفتح - أي هَدَرا. ومنه: "بَطَرُ النعمة: قلةُ احتمالها والطغيانُ بها وعدمُ شكرها ". فهو في ضوء ما سبق فساد النفس إزاء تلقى النعمة، ببخس قيمتها، أو بالإفساد بها فتُهْدَر، بل تكون وبالًا: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا} [القصص: ٥٨] في [قر ١٣/ ٣٠٠] "البَطَر: الطغيان بالنعمة .. وقيل معنى بَطِرت: جَهِلت. فالمعنى جَهِلت شُكْرَ معيشتها " (أي فاستعملتها في الفساد، فأهدرتها وقوله جهلت: ليس دقيقا). وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "الكِبْرُ بَطَر الحق " (أي رفضه تَعَظُّما أو أَنَفَةً، مما يعني عدم تقدير قيمته أو اعتداده بلا قيمة).

<<  <  ج: ص:  >  >>