أغشية عذاب في صورة الظل الذي يغمر من تظلل به [وينظر قر ١٩/ ١٦٢]. وقوله تعالى:{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ}[الرعد: ١٥]. فسرت الظلال بالظل المعروف وسجودها ميلها من جانب إلى جانب من "سَجَدت النخلة: مالت "[قر ٩/ ٣٠٢]. وفُسِّرت الظلال بأنها أشخاصهم وأجسامهم تسجد للَّه - (أي بانقيادها له عز وجل بمادتها){وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}[الإسراء: ٤٤] حتى وإن سجد أصحاب تلك الأجسام لغير اللَّه، ولكن جاء في [ل] أن هذا مخالف للتفسير. نقول إن التلازم بين الشيء وظلّه يسمح بإطلاق الظلال على أشباح الناس أي أشخاصهم التي تلبسها نفوسهم وتعلق بها، كما أن الظل كثافة كالأبدان فإن كانت أكثف. والمجاز واسع، وفي قوله {وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}[الإسراء: ٤٤] ما يفتح الباب للقول بالسجود الحقيقي بكيفية يعلمها اللَّه.
ومن لزوم الظل وعدم مفارقته سببه "ظل يفعل كذا أي استمر وواصل "(لزوم أو ملازمة){قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ}[الشعراء: ٧١]، {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ}[الشورى: ٣٣]، {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا}[النحل: ٥٨] عن هذه جاء فى [بحر ٥/ ٤٨٨] ظل تكون بمعنى صار، وبمعنى أقام نهارًا على الصفة التي تسند إلى أسمها. (وهي هنا) تحتمل الوجهين والأظهر أن يكون بمعنى صار. اهـ المراد. وأرى أنها تجمعهما، فوجه المُبَشَّر منهم بالأنثى يتحول إلى السواد، ثم يستمر على ذلك كما في آية [الزخرف: ١٨] وما بعدها. أما في سائر (ظل) ومضارعها في القرآن فهي للدوام أي بسقوط قيد النهارية.