للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ} [الزمر: ٦] [في قر ١٥/ ٢٣٦] هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المَشيمة. (ويلحظ أنها ظروف أو أغلفة تضم الجنين في جوف أطباقها) {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: ٢٥٧]. من ظلمات المعاصي والحيود عن الصراط المستقيم إلى نور الطاعة والتجلي. وكل الفعل (أظلم) واسم الفاعل منه (مظلم) والاسم (ظُلُمات) جمع (ظلمة) فهو من الظلام ضد النور.

أما الظُّلْم -بالضم بالمعنى المشهور فقد فسروه "بالجور ومجاوزة الحد "وهو لا يخرج عن انتقاص المستحق؛ فالجور على حقوق الناس هو منع لهم من حقوقهم وقد قالوا "الظَلَمَة: المانعون أهلَ الحقوق حقوقهم " {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء: ٤٠] أراد لا يظلمهم مثقال ذرة. وعداه إلى مفعولين لأنه في معنى يسلُبُهم، وتفسيره بـ لا يفعهم ثوابَ مثقالِ ذرة قَدَّموه = ألْيق. وقوله عز وجل {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: ١٣]. يعني أن اللَّه سبحانه هو المحيي المميت الرزاق المنعم وحده لا شريك له، فإذا أشرك أحد به غيرَه فذلك أعظم (حجب للمستَحَقّ) لأنه جعل النعمة لغير ربها "اهـ[ل]. ولو قال لأنه منع وحجب عن صاحب الحق حقه وهو أن يفرده سبحانه بالعبادة والشكر = لكان أولى. {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} [الكهف: ٣٣]. ولم تمنع أو تنقص. {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا} [طه: ١١٢]: نقصا [قر ١١/ ٢٤٩] {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ} [النساء: ١٦٠] {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ} [المائدة: ٣٩] {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ

<<  <  ج: ص:  >  >>