لِلْعِبَادِ} [ق: ١١]{إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ}[نوح: ٢٧]{يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ}[يس: ٣٠]{إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ}[غافر: ٤٨] وربما غيرها (العباد) فيها بمعنى الناس. وبقي أيضًا آية الزخرف ٨١.
فنقول أن من الحصر المذكور "عَبِد فلان (تعب): غَضِبَ غَضَبَ أَنْفة (كما يقال تَمَلَّكه الغضب، والغضب حدَّة تملأ النفس أي تحتبس فيها. وبه فُسر قوله تعالى:{قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}[الزخرف: ٨١] أي الأَنِفين من هذا الادعاء أي النافرين المشمئزين منه (ويلزم ذلك نفيه)(ب) كما فُسَّر بأن "إن كان، تعني "ما كان "، (جـ) وبأنه أول العابدين للَّه تعالى على أنَّه تعالى لا ولد له: (د) وبأن "العابدين "تعني الموحدين [قر ١٦/ ١١٩]. والأول جيد ومشكلته صياغته (عابد) فالصفة القياسيه من عَبِدَ التي بمعنى أَنِفَ هي عَبِدٌ -بفتح فكسر، وقد قرئ به، ووجه "عابد "الاستقبال (كحاذر)، ولعلها أنسب هنا. والثاني يتأتى على لازم النبوة وهو المعرفة باللَّه. والثالث يحتاج إضافة أو تقديرًا، والرابع يتأتى من الحصر - كما في المثال الذي ضربه اللَّه تعالى للموحد {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ}[الزمر: ٢٩] فالتوحيد هنا أنَّه مملوك لسيد واحد. ونحوه التعبير بـ {أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ}[النساء: ١٢٥] والمراد بالوجه الذات [ينظر بحر ١/ ٥٢١] وفي طب أن ابن عبَّاس فسر {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}[البقرة: ٢١] بـ (وحّدوا ربكم) فهو وجه قوي. ولكنه لم يُذكر في المعاجم عَبَد بمعنى وحّد. وكثيرًا ما تفوت المعاجمَ صِيغٌ ومعان. فالوجهان الأول والرابع أقوى تفاسير الآية.