للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شدة خاصة ومغمورًا برخو يحيطه يخالف المعهود المتوقع وهو أن يكون باطن الشيء رخوًا كظاهره، وعدم بِلاه غريب أيضًا = فهذا يحقق مقولته الثانية {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ. . .} [يونس: ٢]، {أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} [هود: ٧٢]. غريب غير معهود {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: ٥]. بالغ الغرابة لخروجه عما يألفونه، وهو ككُبَار وجُمَال أقوى في معناه من كبير وجميل. {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات: ١٢]. بتاء الخطاب يعني تعجب النبي من كفرهم رغم وضوح الحق، وكذلك بضمير المتكلم على إضمار. قُل، أو هو من اللَّه على سبيل المجازاة والإنكار لتعجبهم كما قال تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة: ١٥]، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} [الأنفال: ٣٠]. وكل ما جاء من التركيب في القرآن الكريم على الفعل الثلاثي (عَجِبَ) ماضيه ومضارعه، والصفة (عجيب)، والمبالغة (عُجاب) - فهو بمعنى الاستغراب والإنكار. وجاء الرباعي أَعْجبَ ومضارعه للاستحسان {وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} [البقرة: ٢٢١]، {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ} [التوبة: ٥٥] ومأخذ معنى الإعجاب أو علاقته بالمعنى المحوري الذي ذكرناه هو اعتقاد المُعْجَب بالشيء أن الشيء طريف مخالف للمعهود في بابه. ومن هذا يؤخذ "العُجْب -بالضم. بمعنى الزهو والكبر " (كأنما ليس هناك مثله).

أما قول [ق] "العَجْباء: التي يتعجب من حسنها ومن قبحها: ضد "فلا تضاد هناك إذ كل منهما عجيب في بابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>