{وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا}[الأنعام: ٧٠]: تَفْدِ بكل فِداء. وعَدَل الكافرُ بربه عَدْلًا وعُدُولًا: سَوَّى به غيرَه فعَبَده فأشرَكَ {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}[الأنعام: ١ وكذا ما في ١٥٠ منها، النمل: ٦٠].
ومن الأصل كذلك "المعادَلةُ: الشَّكُّ في أمرين عَرَضَا فلا تدري إلى أيها تَصِير: عادَلْت بينهما وأنا في عِدَالٍ بينهما "(موازنة وترجح بينهما).
ومن ملحظ تحقيق التساوي والتوازن بين العِدْلين حتَّى يصيرا على مستوى واحد جاء معنى العَدَالة في الحكم مثلًا، أي تحقيق التوازن بين المتخاصمين {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}[النساء: ٥٨]، {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا}[الأنعام: ١٥٢](وسائر ما في القرآن من التركيب -عدا ما سبق وعدا آية الانفطار الآتية- فهو من العدل الذي هو ضد الظلم).
وجاء أيضًا معنى الإقامة أي تحقيق الاستقامة وعدمِ مَيْل أيّ جزء أكثرَ من غيره: يقال "عَدَلَ السهمَ في الثِقَافِ: قَوَّمَه. وعَدَلتُ الشيء المائل: أقمته فاعتدل أي استقام وكذا تعديل الشيء تقويمه. وعَدَلْت الشيءَ (ضرب) فاعتدل سَوَّيْتُه فاستوى. {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ}[الانفطار: ٧]-بالتضعيف: جعلك معتدلًا سَوِىّ الخَلق كما يقال هذا معدّل. يدل عليه {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}[التين: ٤][قر ١٩/ ٢٤٦] وفرَسٌ معتدل الغُرّة: تَوَسَّطَت غرتُه جبهتَه فلم تُصِب واحدة من العينين ولم تَمِلْ علَي واحد من الخدين ".
ومن ملحظ تغلق الشيء في جانب ما وليس في الوسط، جاء معنى الميل أو حَرْف الشيء إلى جانب ما (بمعونة حرف الجرّ): "عَدْلتُ فلانًا عن طريقه، والدابةَ إلى موضع كذا (كأنَّك جعلتهما عِدْلًا لشيء في الجانب الآخر) وانْعَدَل