العُذْرة -بالضم أيضًا: البَظْر، والجلدة التي يقطعها الخاتن " (قُلْفَة الصبي) فهما معترضان كأنما يحولان، وغِلظُهما وقعهما على الحس، "والعُذْرَة: الناصيةُ وعرفُ الفرس وناصيتُه "مشبهان بِعذَارَى الخدين في كون كل منها شَعرًا ممتدًا معترضًا.
ومن ذلك الأصل "العُذْرة -بالضم والعاذور: داء في الحلق " (كأنه التهاب اللوزتين [انظر ل/ ٢٢٨] فهو يعوق البَلْع، "واعتذرت المنازل: دَرَسَتْ "كأنما انطمست بما علاها من رمال تحول دون التعرف عليها).
ومن معنوى ذلك: "اعتذر الرجل وتَعَذّر " (نَشَأ له ما يعوقه عن عمل ما واقعًا ثم إخبارًا - مثل "اعتذر الرسْمُ وتَعَذّر: دَرَسَ "وهذا يؤخذ منه أن يقال اعتذر بكذا (حائل أو ظرف) عن الحضور (مثلًا) لا عن عدم الحضور. وفي المقاييس "اعتذر من ذنبه فعَذَرْته " {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ}[التوبة: ٩٤] أي يبدُون ما عاقهم. وكذا "تَعَذَّر: تأخرَ، والأمرُ: لم يستقم " (لم يَجْر). وكذلك "أعذر: ثَبَتَ له عذر، وأحْدَثَ عُذْرًا، وأَبْدَى عذرًا، وكَثُرت ذنوبه وعيوبه " (الأخير كأنه قَدَّمَ عذرًا لمن يعاقبه){وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ}[التوبة: ٩٠]، قرئت كـ (مُؤْمِنُون) أي أصحاب الأعذار، وقرئت كـ (مُحَدِّثون) أي المعتذرون -مُحِقِّين أو مُبْطلين. وكان ابن عباس يقسم على القراءة الأولى ويرى الأخيرة تعني المبطلين [ق، قر ٨/ ٢٢٥]{عُذْرًا أَوْ نُذْرًا}[المرسلات: ٦]: إعذارًا من اللَّه أو إنذارًا إلى عباده. [قر ١٩/ ١٥٦]. والمعذرة كالعُذْر {فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}[الروم: ٥٧]. وكل ما في القرآن من التركيب هو من العذر بالمعنى المذكور. {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة: ١٥] فسرت بالستور